كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
كشفت دراسات علمية حديثة أن المشي المنتظم يُعد من أبسط وأهم الأنشطة البدنية التي تساهم في حماية الدماغ والحفاظ على وظائفه، كما يلعب دورًا ملحوظًا في إبطاء تطور مرض الزهايمر والخرف لدى كبار السن، خاصة عند الالتزام به على المدى الطويل.
وأوضح باحثون أن ممارسة المشي يوميًا، حتى بوتيرة معتدلة، تساعد على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، مما يعزز وصول الأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية للخلايا العصبية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تحسين الذاكرة والقدرات الإدراكية وتقليل تدهورها مع التقدم في العمر.
وأشار الخبراء إلى أن المشي يساهم أيضًا في تحفيز نمو الوصلات العصبية الجديدة وتقوية الشبكات الدماغية المرتبطة بالتعلم والانتباه، كما يقلل من الالتهابات العصبية التي تُعد أحد العوامل الرئيسية المرتبطة بتطور مرض الزهايمر.
وبيّنت الأبحاث أن كبار السن الذين يحرصون على المشي بانتظام، لمدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة يوميًا، يتمتعون بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بالتدهور المعرفي مقارنة بمن يعيشون نمط حياة خامل، حتى بين الأشخاص المعرضين وراثيًا للإصابة بالمرض.
كما أظهرت النتائج أن المشي لا يؤثر فقط على الدماغ، بل ينعكس إيجابيًا على الحالة النفسية والمزاج العام، حيث يقلل من معدلات الاكتئاب والقلق، وهي عوامل تُسهم بدورها في تسريع فقدان الذاكرة لدى كبار السن.
وأكد متخصصون أن إدراج المشي ضمن الروتين اليومي يُعد وسيلة آمنة وفعالة لدعم صحة الدماغ، دون الحاجة إلى مجهود بدني شاق، مشددين على أهمية الاستمرارية والانتظام لتحقيق أقصى فائدة ممكنة، إلى جانب اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنوم الجيد والتواصل الاجتماعي.
ويؤكد الأطباء أن المشي لا يُعد علاجًا نهائيًا لمرض الزهايمر، لكنه يمثل خط دفاع مهمًا يمكن أن يساعد في تأخير الأعراض وتحسين جودة الحياة لدى المرضى وكبار السن بشكل عام.


