كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أن بلاده لن تتخلى عن واردات النفط الروسي في المستقبل القريب، معتبرًا أن الدعوات الأوروبية إلى قطع الإمدادات بشكل كامل “غير واقعية ولا تتماشى مع الحقائق الاقتصادية والجغرافية”.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها الوزير اليوم الأحد، شدد على أن المجر تعتمد بشكل رئيسي على النفط والغاز الروسيين لتلبية احتياجاتها من الطاقة، وأن أي محاولة للتخلي عنهما في الوقت الحالي “ستؤدي إلى أضرار جسيمة بالاقتصاد الوطني وبمستوى معيشة المواطنين”.
وقال سيارتو: “ليس من المنطقي أن نتحدث عن تنويع مصادر الطاقة في أوروبا بينما نُجبر على وقف التعاون مع أكبر مورد لنا. الطاقة ليست قضية سياسية بل مسألة أمن قومي واقتصادي”.
وأوضح أن بلاده تواصل استيراد النفط الروسي عبر خط أنابيب «دروجبا»، الذي يعد من أهم مسارات الإمداد في أوروبا الوسطى، مشيرًا إلى أن المجر “لن تفرّط في مصالحها الوطنية من أجل قرارات تفتقر إلى الواقعية”.
تصريحات الوزير تأتي في وقت تتزايد فيه الضغوط الأوروبية على الدول الأعضاء لتقليل اعتمادها على موارد الطاقة الروسية، ضمن سياسة الاتحاد الأوروبي الرامية لتقليص العائدات النفطية التي تموّل موسكو.
غير أن بودابست كانت قد أعلنت في أكثر من مناسبة أنها ستستخدم حق النقض ضد أي عقوبات أوروبية تمسّ قطاع الطاقة الروسي، مؤكدة أن البدائل المقترحة “غير كافية ولا يمكنها تلبية الطلب المحلي”.
ويرى مراقبون أن موقف المجر يعكس الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي بشأن سياسات الطاقة والعقوبات على روسيا، في ظل سعي بعض الدول لإيجاد توازن بين الالتزام بالسياسات الأوروبية وحماية مصالحها الاقتصادية.
وتُعد المجر من أبرز الدول الأوروبية التي احتفظت بعلاقات اقتصادية قوية مع موسكو منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، إذ تعتمد بنسبة تفوق 80% من وارداتها النفطية على روسيا، ما يجعل أي محاولة للفطام الطاقوي خطوة بالغة التعقيد والتكلفة.


