كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أظهرت بيانات رسمية صادرة عن مركز الأبحاث المعلوماتي في الكنيست أن نحو 279 جندياً إسرائيلياً حاولوا الانتحار خلال الفترة من يناير 2024 حتى يوليو 2025، في مؤشر مقلق على الأوضاع النفسية المتدهورة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي نتيجة الضغوط المستمرة للحرب في غزة.
التقرير كشف أن الجنود المقاتلين (combat soldiers) شكلوا نحو 78% من هذه المحاولات، في ارتفاع ملحوظ مقارنة بالفترة بين 2017 و2022، حيث تراوحت النسبة بين 42 و45%. وأشار التقرير إلى أن هذه الظاهرة تمثل أحد أكبر التحديات النفسية والاجتماعية التي تواجه الجيش الإسرائيلي في العقد الأخير.
وتعود أسباب هذا الارتفاع بحسب الخبراء إلى التوتر المستمر الذي يعانيه الجنود نتيجة الاشتباكات المسلحة، وطول مدة التعبئة، وزيادة الاعتماد على الاحتياط، إضافة إلى الأعباء النفسية الناتجة عن مشاهدة الدمار والضحايا في مناطق النزاع.
وفي تعليق على هذه النتائج، أكد مسؤولون في الكنيست أن هناك حاجة عاجلة لتفعيل برامج دعم نفسي شاملة، وتقديم استشارات ومتابعة مستمرة للجنود، لمنع اتساع ظاهرة الانتحار داخل المؤسسة العسكرية. كما نبه التقرير إلى أن الأزمة النفسية في صفوف الجيش ليست محصورة على الجنود المقاتلين فقط، بل تشمل أيضًا العاملين في قطاعات الدعم والخدمات اللوجستية، ما يجعلها قضية وطنية تستدعي تحركًا عاجلًا.
كما سلط التقرير الضوء على تأثير استمرار الصراع في غزة على الصحة النفسية للعسكريين، مشيراً إلى أن الوضع الحالي قد يكون نذيرًا لتزايد معدلات الانتحار إذا لم تُتخذ إجراءات وقائية عاجلة، بما يشمل التدريب على إدارة الضغوط النفسية وتقديم دعم نفسي متكامل قبل وأثناء وبعد المهام القتالية.
وتستمر هذه الأرقام في إثارة القلق داخل المجتمع الإسرائيلي والدولي، حيث تعتبر محاولات الانتحار مؤشرًا خطيرًا على حجم الضغط النفسي الذي يتعرض له الجنود، وتأثير الحروب المستمرة على الصحة النفسية للأفراد المشاركين في العمليات العسكرية.


