كتب : دينا كمال
العين تكشف أسرار القلب والعمر البيولوجي
أظهرت دراسة طبية حديثة أن الأوعية الدموية الدقيقة في العين قد تكون مفتاحًا للتنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب وتقدير معدل التقدم في العمر البيولوجي للإنسان.
وأوضح باحثون من جامعة ماكماستر ومعهد أبحاث صحة السكان أن فحوصات شبكية العين يمكن أن تُستخدم مستقبلًا كوسيلة غير جراحية لتقييم صحة الأوعية الدموية وحالة الشيخوخة البيولوجية في الجسم، ما يفتح الباب أمام وسائل جديدة للكشف المبكر والتدخل الوقائي، وفقًا لتقرير موقع ميديكال إكسبريس.
وقالت ماري بيجير، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذة الطب المساعدة بجامعة ماكماستر، إن الفريق “تمكن من تحديد مسارات جزيئية توضّح كيف تؤثر الشيخوخة على الجهاز الوعائي، من خلال الربط بين فحوصات الشبكية والبيانات الجينية والعلامات الحيوية في الدم”.
وأضافت بيجير أن “العين تتيح لنا رؤية دقيقة للجهاز الدوري دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي، فالتغيرات في أوعية الشبكية غالبًا ما تعكس التغيرات نفسها في الأوعية الدقيقة داخل الجسم كله”.
واعتمدت الدراسة على تحليل فحوصات الشبكية والبيانات الوراثية وعينات الدم لأكثر من 74 ألف شخص من أربع مجموعات بحثية مختلفة.
وكشف الباحثون أن الأشخاص الذين يمتلكون أوعية دموية أقل تعقيدًا أو تفرعًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أظهروا علامات الشيخوخة البيولوجية، مثل ارتفاع مستويات الالتهاب وانخفاض العمر الافتراضي.
كما حدد الفريق بروتينين رئيسيين هما (MMP12) و(IgG-Fc IIb)، وكلاهما يرتبط بالالتهاب والشيخوخة الوعائية، ما يجعلهما أهدافًا محتملة للأدوية المستقبلية.
وأشار الباحثون إلى أن تقييم أمراض الشيخوخة عادةً ما يتطلب اختبارات معقدة ومتعددة تشمل القلب والدماغ والدورة الدموية، في حين أن فحص العين قد يوفر وسيلة أبسط وأسرع وأكثر دقة مستقبلاً.
ورغم النتائج الواعدة، أكدت الدراسة أن التقييم السريري المتكامل ما زال ضروريًا للحصول على صورة شاملة عن الحالة الصحية العامة.


