كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
.
شهدت السينما البحرينية والخليجية في الآونة الأخيرة إشعاعاً جديداً، عبر فيلم «سمبوسة جباتي» الذي جذب أنظار المشاهدين والنقاد على حدّ سواء، وبات نموذجاً لنجاح قادر على إعادة إطلاق صناعة سينما محلية بكثافة وتأثير.
الفيلم، الذي عُرض في دور السينما بتاريخ 14 أغسطس 2025 في البحرين ودول الخليج، يعكس خطوة نوعية للمجال السينمائي البحريني نحو تجارب إنتاجية أكبر وأشدّ جرأة.
قصة ومضمون
في جوّ كوميدي شعبي يحمل نكهة مغامرة، تدور أحداث الفيلم حول شخصيتين رئيسيتين: «فريد» (يؤدّيه أحمد شريف) وصديقه «وحيد» (عبد الرحمن صابر)، اللذين يدخلان في أعمال غير قانونية ثم تُطلب منهما مساومات لتفادي السجن، فتقودهما الأحداث إلى الهند في رحلة مفاجئة مليئة بالمفارقات الثقافية.
وهذا المزيج – بين البيئة البحرينية الشعبية والمشاهد الهندية المغلّفة بالكوميديا – منح العمل مساحة للتجريب البصري والروائي، لا مجرد الكوميديا الخفيفة فحسب.
الإنتاج والفريق
الفيلم من تأليف وبطولة البحريني أحمد شريف، أخرجته أول تجربة إخراجية للمخرج الأردني أحمد جلبوش بعد عمله كمدير تصوير.
كما يشارك فيه نخبة من نجوم الخليج والعالم العربي: الإماراتي مرعي الحليان، السعودي زياد العمري، المصري أحمد فتحي، إلى جانب عدد من النجوم البحرينيين، ما يعكس طابعاً تعاونياً خليجياً مشتركاً.
الإنتاج الخليجي لفيلم «سمبوسة جباتي» تمّ بواسطة مجموعة «فيجينيرز» الإماراتية، والذي يعدّ إنجازاً لافتاً نظراً لحجم المنصة والمشاركة الإماراتية في الإنتاج.
النجاح الجماهيري والمكانة
لم يقتصر الأمر على الطرح فحسب، بل إن الفيلم حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً: بيع أكثر من 130 ألف تذكرة في أول 15 يوماً فقط في دور العرض الخليجية، ما يمثل رقماً مميزاً لصناعة البحرين.
كما تجاوزت مبيعاته 366 ألف تذكرة منذ عرضه في 14 أغسطس وحتى تاريخه في دور العرض الخليجية والعراقية، واستمر ضمن قائمة «Top 10» في تاريخ السينما الخليجية، ليُعدّ من أكثر الأفلام نجاحاً في المنطقة هذا العام.
دلالات وآفاق
نجاح «سمبوسة جباتي» ليس مجرد رقم تجاري، بل يحمل دلالات مهمة على مستوى صناعة السينما في البحرين والخليج:
يبرز قدرة الصناعة المحلية على إنتاج أعمال قادرة على استمرار الحركة الجماهيرية وتحقيق الإيرادات.
يفتح الباب أمام مزيد من التعاون الخليجي والعربي المشترك، سواء من حيث التمثيل أو الإنتاج أو التوزيع.
يعكس توجه الجمهور الخليجي نحو محتوى يحمل مزيجاً من الكوميديا المحلية واللمسات الثقافية العابرة للحدود—كما ظهر عبر الإعداد الهندي–الخليجي للفيلم.
يوفر نموذجاً يمكن أن يحتذى به لصناع الأفلام الصغار في المنطقة، بأن الرهان على فكرة بسيطة، تنفيذ محكم، وترويج ذكي يمكن أن يؤتي ثماره.
«سمبوسة جباتي» ليس فقط فيلم كوميدي ناجح، بل محطة مهمة في مسيرة السينما الخليجية، وفيلماً يحمل طابعاً لبنانيّاً خليجياً هندياً في آن، يتمتع بحيوية وإيقاعاً ومحتوى يجذب مختلف الفئات، وينتظر أن يُفتح له مزيد من الأبواب للشاشة الصغيرة والمنصات الرقمية.


