كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
مسؤولون كبار من المملكة العربية السعودية وماليزيا، في إطار اجتماع Saudi‑Malaysian Coordination Council المشترك، حيث تمّ باستئناف واسع بحث أوجه التعاون وتطوير العلاقات بين البلدين.
رئيس وفد المملكة، وزير الخارجية الأمير Faisal bin Farhan Al‑Saud، ونظيره الماليزي، الوزير Mohamad bin Hasan، ترأّسا الاجتماع الذي انعقد في الرياض بمقر وزارة الخارجية السعودية، بالعاصمة السعودية، ووجها في مستهلهما التأكيد على أن العلاقات بين البلدين ترتكز على عمق تاريخي ومصالح مشتركة ينبغي أن تأخذ اليوم بعدًا أكثر استدامة.
خلال المناقشات، ركّز الطرفان على تطوير آفاق التعاون في عدد من المجالات الحيوية: الاقتصاد والاستثمار، الطاقة المتجددة والهيدروجين، التجارة والصناعات الصغيرة والمتوسطة، التعليم، الثقافة، السياحة، والشؤون الاجتماعية. في هذا السياق، أعلن الجانب الماليزي نيّته التوسّع في شراكة مع المملكة في مشاريع الاقتصاد الأخضر والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، استنادًا إلى مبادرات المملكة ورؤيتها “Saudi Vision 2030”.
من جهة التجارة، تحظى السعودية بمكانة بارزة في الاقتصاد الماليزي، إذ تُعدّ من أبرز الشركاء التجاريين في الشرق الأوسط لماليزيا، والعلاقات الاقتصادية بين الدولتين تشهد نموًا ملموسًا.
كما تمّ التوقيع على مذكرتَي تفاهم: الأولى تتعلق بإعفاء التأشيرات قصيرة المدى لحملة جوازات الدبلوماسيين والرسميين، والثانية في مجال التنمية الاجتماعية – تشمل دعم السياسات والبرامج المرتبطة بتطوير الأسرة، وتمكين المرأة، وحماية الطفل، وتبادل الخبرات المهنية بين البلدين.
إضافة لذلك، تمّ الإعلان عن تشكيل لجنة وزارية مختصة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات ومراقبة مسارات التعاون المستقبلي في الاستثمارات والتجارة بين البلدين ضمن إطار فتح “فصل جديد” في هذه الشراكة.
ويُعدّ هذا اللقاء خطوة مهمة نحو ترسيخ أسس الشراكة متعددة الأبعاد بين السعودية وماليزيا، إذ لا يقتصر على العلاقات الثنائية التقليدية، بل يتجه نحو التكامل في المجالات المستقبلية، بما يعكس رؤيتين طموحتين في كلا البلدين.
اقتربنا بإذن الله إلى مرحلة تفعيل حقيقية للشراكة، لكن الطريق ما زال مليئًا بالتحديات كالتحكّم في تنفيذ الاتفاقيات، وضمان استفادة أطراف القطاع الخاص، بالإضافة إلى التنسيق الإداري والفني بين الجهات المعنية في كلا البلدين.


