كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
تقدّمت المباحثات بين المملكة العربية السعودية ووزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) بشأن شراء طائرات Lockheed Martin F‑35 Lightning II (إف‑35) إلى مرحلة جديدة، حيث أوضح مصدران مطّلعان لوكالة Reuters أن الطلب السعودي قد اجتاز “عقبة رئيسية” داخل البنتاغون، ما يُعدّ مؤشّراً على تحرّك حقيقي نحو إبرام صفقة محتملة.
الطلب، الذي قد يشمل ما يصل إلى 48 طائرة من طراز إف‑35، يعتبر من أبرز الخطوات في مساعي السعودية لتحديث قدراتها الجوية وتعزيز مكانتها الدفاعية في منطقة الشرق الأوسط.
غير أن هذا التقدم لا يعني أن الصفقة أصبحت رسمية أو أنها أُغلقت بالكامل، إذ لا تزال تواجه عدة مراحل ضرورية مثل موافقة مجلس الوزراء الأمريكي، توقيع رسمي من الرئيس، وإخطار الكونغرس.
أحد أبرز التحديات التي لا تزال عالقة هو التزام الولايات المتحدة بمبدأ “التفوّق العسكري النوعي” لإسرائيل (Qualitative Military Edge) الذي يضمن أن يحصل حليفها الإسرائيلي على أسلحة متفوّقة تقنياً مقارنة بجيرانها. وقد اعتبر بعض المصادر أن هذا البند كان محوراً أساسياً في مراجعة الصفقة.
من منظور سعودي، فإن إبرامها صفقة من هذا النوع يشكّل جزءاً من برنامجها الطموح لتحديث القوات المسلحة ضمن رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تقليص الاعتماد على الأسلحة القديمة وتعزيز القدرات الذاتية. ومن جهة أمريكية، فإن الموافقة على مثل هذه الصفقة تمثّل تحوّلاً في السياسة الدفاعية تجاه الخليج، وتعزيزاً للعلاقة بين البلدين.
ومع ذلك، فإن مراقبين يشيرون إلى أن الطريق أمام الصفقة ما يزال طويلاً: فإلى جانب الموافقات، هناك مطالب تقنية وأمنية تتعلّق باستخدام الطائرات، وقد يتطلب الأمر تقييدات أو ضمانات إضافية حتى تُوافق واشنطن عليها رسمياً.
إلى أن يتم توقيع الصفقة رسمياً أو صدور إعلان واضح، تبقى هذه الخطوة بمثابة تعبيد الطريق نحو ما قد يكون صفقة دفاعية تاريخية بين السعودية والولايات المتحدة، مع تداعيات محتملة على ميزان القوى في المنطقة.


