كتب : دينا كمال
السعودية تبدأ تصنيع شواحن السيارات الكهربائية بالتعاون مع فوكسكون
من تايبيه إلى الرياض، تكتب صناعة السيارات الكهربائية فصلًا جديدًا في الشرق الأوسط. فقد أعلنت شركة فوكسكون إنتركونكت تكنولوجي، التابعة للعملاق التايواني فوكسكون، أنها ستشرع في ديسمبر المقبل ببناء أول قاعدة تصنيع لها في المنطقة، مخصصة لإنتاج شواحن السيارات الكهربائية داخل السعودية.
انطلق المشروع العام الماضي تحت اسم “سمارت موبيليتي”، بالشراكة مع شركة صالح سليمان الراجحي وأولاده، وتم الكشف عن موعد بدايته خلال يوم التكنولوجيا 2025 في تايبيه، بحضور رئيس مجلس إدارة فوكسكون سيدني لو والرئيس التنفيذي لسمارت موبيليتي الأمير فهد بن نواف.
تشكل هذه الخطوة جزءًا من خطة التوسع العالمية لـفوكسكون، التي عززت خبرتها عبر استحواذها في أوروبا على شركات متخصصة مثل بريتل إس دبليو إتش الألمانية (أصبحت فوكسكون فولتيرا عام 2023) وأوتو كابل غروب عام 2024. واليوم تنقل خبرتها إلى السعودية.
يحمل المصنع المرتقب أهمية كبيرة للمملكة، إذ ينسجم مع رؤية 2030 ويعزز طموحها للتحول إلى مركز صناعي عالمي مواكب للثورة الكهربائية. كما سيوفر فرص عمل جديدة، ويُسهم في تطوير الكفاءات المحلية بمجالات التصنيع والتقنيات النظيفة، إضافة إلى تعزيز قدرة السعودية على تلبية الطلب المتزايد على المركبات الكهربائية وشواحنها.
تبقى التحديات حاضرة، فنجاح المشروع يعتمد على تأمين موارد طاقة مستدامة، وضمان استقرار سلاسل التوريد، وبناء كفاءات بشرية مؤهلة. ومع وجود منافسة قوية من دول مثل الإمارات وتركيا، يمثل هذا المشروع اختبارًا حقيقيًا لقدرة المملكة على تثبيت موقعها كوجهة رائدة لصناعات المستقبل.
ورغم التحديات، يشكل المشروع رسالة واضحة: الشرق الأوسط لم يعد مجرد مصدر للنفط، بل يسير بخطى ثابتة نحو أن يكون جزءًا من صناعة الغد. ومع استثمارات السعودية في شركات مثل لوسيد، وإنشائها لعلامة سير، وبناء مصانع مرتبطة بمعدات المركبات الكهربائية، تبدو المملكة عازمة على تصدر سباق التنقل الكهربائي العالمي.


