كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
انطلقت فعاليات المحطة الختامية لـ مؤتمر النقد السينمائي الدولي في العاصمة الرياض، ضمن مشروع تنظّمه هيئة الأفلام السعودية بالتعاون مع وزارة الثقافة السعودية، ويجمع بين نقّاد سينما دوليين ومحليين، وصنّاع أفلام، وجمهور مهتمّ بتحليل الفن السابع. المؤتمر، الذي اشتمل على جولات مسبقة في مدن عدة، اختتم في الرياض تحت شعار «ما بعد الإطار» ويقدّم سلسلة من العروض السينمائية، وورش العمل، والحوارات التي تستكشف النقد السينمائي في عصر الصورة المتحركة والتقنيات الرقمية.
في افتتاحية الفعالية، أكدت هيئة الأفلام أن الهدف من هذا الحدث يتمثل في لَمّ مجموعة متنوعة من الخبرات السينمائية والمراجعات النقدية لخلق حوار فاعل حول «كيف نرى ونُفسّر ونُنتج السينما اليوم»، مع إشارات إلى أن النقد ليس مجرد تعليق على فيلم، بل أداة فنية وثقافية لتشكيل صناعة سينمائية أكثر عمقاً وتفاعلاً.
خلال الأيام المقبلة، يشهد المؤتمر عدة جلسات مكثّفة تشمل استعراضاً لعلاقة السينما بالمكان والتقنيات، وتحليلاً لتأثيرات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزّز في الأداء السينمائي، كما يتناول نقد المنصّات الرقمية والابتكار في سرد القصّة البصرية. وتُعقد ورش تطبيقية لروّاد السينما السعوديين حول تعديل النص، وفيما يتمحور التركيز على «التشكيليّة النقدية» كعامل تغيير في صناعة المحتوى واستهلاكه.
ويشارك في النسخة الحالية من المؤتمر نخبة من النقّاد وصنّاع السينما، إلى جانب ناشطين ومراقبين للعمل السينمائي من الشرق والغرب، في وقت تسعى السعودية إلى ترسيخ حضورها في خارطة الثقافة العالمية عبر تطوير بنى تحتية للصناعة السينمائية، وتعزيز البيئة التي تدعم التوازن بين الإنتاج والقراءة النقدية. ويعد حضور الرياض لهذه الختامية محطة رمزية تؤكّد رغبة المملكة في جعل النقد جزءاً لا يتجزّأ من صناعة السينما وليس مجرد مستهلك لها.
يُتوقع أن يُعلن في ختام المؤتمر عن إطلاق مبادرات مستقبلية لدعم نقد السينما في المنطقة، منها برامج تدريبية ومِنح لكتّاب النقْد، وبناء شبكة إقليمية من النقّاد لتبادل الخبرات، ما يؤشر إلى أنّ المملكة لا تنظر إلى السينما كمجرد عرض، بل كمجال للتفكير والتحليل والعمل.


