كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
يبدأ الرئيس احمد الشرع غدًا زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في فعاليات مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار”، الذي يُعد من أبرز المؤتمرات الاقتصادية العالمية التي تستضيفها الرياض سنويًا بمشاركة قادة دول وصنّاع قرار ومستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين دمشق والرياض بعد مرحلة من الانفتاح السياسي والدبلوماسي بين البلدين خلال العامين الماضيين، حيث يُتوقع أن تشهد الزيارة مناقشات موسّعة حول فرص التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار في سوريا، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، سيشارك الرئيس السوري في جلسات المؤتمر التي تتناول مستقبل الاقتصاد العالمي، والتحولات في مجالات الطاقة والاستثمار والبنية التحتية والتكنولوجيا، إلى جانب موضوعات التنمية المستدامة ودور الشرق الأوسط في صياغة الاقتصاد العالمي الجديد.
ومن المتوقع أن يعقد الأسد على هامش المؤتمر لقاءات ثنائية مع عدد من القادة والمسؤولين العرب والدوليين، بينهم وزراء مالية واقتصاد ورؤساء صناديق استثمارية كبرى، وذلك في إطار سعي سوريا إلى جذب استثمارات عربية وأجنبية للمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار داخل البلاد بعد سنوات من الحرب.
ويُعد “مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار”، الذي تُنظمه مؤسسة صندوق الاستثمارات العامة السعودي، منصة عالمية لمناقشة التحديات والفرص الاقتصادية المستقبلية، ويستقطب سنويًا نخبة من القادة السياسيين ورؤساء الشركات العملاقة وخبراء التكنولوجيا والابتكار، مما يمنحه مكانة دولية مؤثرة في رسم السياسات الاقتصادية العالمية.
وتأتي مشاركة سوريا هذا العام لتؤكد تزايد حضورها الإقليمي بعد عودتها إلى جامعة الدول العربية، في خطوة تُشير إلى رغبة دمشق في إعادة الاندماج في المشهد الاقتصادي العربي، واستعادة العلاقات مع الدول الخليجية ضمن إطار تعاون متبادل يخدم مصالح جميع الأطراف.
ويرى مراقبون أن الزيارة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية عميقة، إذ من المتوقع أن تمهد لمزيد من التنسيق العربي في الملفات الإقليمية، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، وارتفاع الحاجة إلى شراكات جديدة بين الدول العربية لتعزيز الأمن الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.


