كتب : دينا كمال
الدعم السريع يعتقل “أبو لولو” المتهم بانتهاكات الفاشر
ألقت قوات الدعم السريع السودانية القبض على الفاتح عبد الله إدريس، المعروف بلقب “أبو لولو”، المتهم بارتكاب انتهاكات في مدينة الفاشر، تمهيدًا لتقديمه للمحاكمة.
وأكد “تحالف التأسيس” التابع للدعم السريع أنه اتخذ إجراءات عاجلة لمحاسبة المتورطين في تلك الانتهاكات، مشددًا على رفضه لأي تجاوزات ضد المدنيين، والتزامه بإطلاع الجهات الدولية على نتائج التحقيقات وضمان حماية السكان.
تحول سريع إلى اسم مثير للجدل
برز اسم “أبو لولو” خلال الفترة الماضية كأحد أبرز الوجوه في مشاهد العنف التي شهدتها الفاشر، بعد تداول مقاطع مصورة له على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتشير روايات محلية إلى أن الرجل ينتمي إلى مجموعات مسلحة في دارفور، وذاع صيته كمقاتل ميداني، قبل أن يتحول إلى قائد بارز في بعض المناطق، رغم نفيه انتماءه إلى قوات الدعم السريع.
وأظهرت مقاطع مصورة انتشرت في أغسطس الماضي شخصًا يُعتقد أنه “أبو لولو” وهو يطلق النار على مدني أعزل في الفاشر، ما أثار موجة غضب واسعة. ودفع ذلك قيادة الدعم السريع إلى فتح تحقيق رسمي والتعهد بمحاسبة المسؤولين إذا ثبتت صلتهم بالقوة.
لكن بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر، عاد الرجل للظهور في تسجيلات جديدة نُسبت إليه وهو ينفذ عمليات إعدام ميدانية بحق مدنيين وأسرى، ما زاد من حالة الغضب الشعبي والانتقادات الدولية.
محاولات للتنصل ومسؤوليات قيد التحقيق
في ظل تصاعد الاتهامات، حاولت قيادة الدعم السريع النأي بنفسها عن أفعال “أبو لولو”، إذ نشر فارس النور، حاكم الخرطوم في حكومة التأسيس، منشورًا أكد فيه أن “يد العدالة ستطال كل من أجرم بحق أهلنا في الفاشر”، مرفقًا بصورة للمتهم.
إلا أن ظهور “أبو لولو” في أكثر من مناسبة بالزي العسكري إلى جانب قادة ميدانيين من الدعم السريع أثار الشكوك حول علاقته المباشرة بالقوة.
رمز للعنف المنفلت
وصف الصحافي السوداني علاء الدين محمود شخصية “أبو لولو” بأنها تجسيد لظاهرة “القادة المنفلتين”، مشيرًا إلى أن اختيار الأسماء الحركية ذات الطابع العنيف مثل “أبو لؤلؤ” و”شارون” يعكس إعجابًا بثقافة القوة والقتل.
غضب داخلي وقلق دولي
في الوقت نفسه، أعربت منظمات حقوقية دولية عن قلقها من تصاعد نفوذ القادة الميدانيين في دارفور، مطالبة بتحقيقات مستقلة لتحديد المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جيم ريتش، إن الفظائع التي ارتكبت في الفاشر “لم تكن عشوائية بل جزء من خطة ممنهجة نفذتها قوات الدعم السريع منذ البداية”.
يُشار إلى أن الفاشر كانت آخر مركز إداري رئيسي في دارفور تحت سيطرة الجيش السوداني، قبل أن تخضع لحصار مطول من قوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعًا دمويًا بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وسط تحذيرات من خطر انقسام البلاد واستمرار تدهور الأوضاع الإنسانية.


