كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
الكويت – العرب نيوز:
في خطوة بارزة لتعزيز الدور الثقافي والأمني لدول مجلس التعاون الخليجي، اختتم وزراء الثقافة بدول المجلس اجتماعهم الـ29 في العاصمة الكويتية، مؤكدين دعمهم الكامل لترشح دولة الكويت لعضوية لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو. ويأتي هذا الترشح ضمن جهود الكويت المستمرة لإبراز مكانتها الثقافية على المستوى الإقليمي والدولي، والسعي للمساهمة في حماية التراث الإنساني وتعزيزه في مواجهة التحديات التي تهدد المواقع التاريخية والثقافية.
وشدد الوزراء خلال الاجتماع على أهمية تكاتف الجهود بين الدول الخليجية للحفاظ على الإرث الثقافي المشترك، والعمل على تعزيز مشاريع الثقافة والتعليم والفنون والتراث التي تسهم في بناء هوية متينة للأجيال القادمة. كما تم استعراض المبادرات الثقافية التي أطلقتها الكويت في السنوات الأخيرة، والتي شملت متاحف، ومراكز بحثية، ومشروعات تعليمية تعكس تاريخ وثقافة المنطقة، إضافة إلى برامج تراثية تركز على صون المواقع الأثرية والحفاظ على الموروث الشعبي والفني.
في نفس السياق، رحبت دولة قطر بالقرار الدولي الصادر عن المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، والمتعلق بتسريع تدمير بقايا الأسلحة الكيميائية في سوريا. وأكدت الدوحة أن هذا القرار يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والأمن الإقليمي، ويعكس التزام المجتمع الدولي بالقضاء على برامج الأسلحة غير التقليدية، بما يسهم في حماية المدنيين ومنع انتشار المخاطر الكيميائية التي تهدد الأمن الإنساني.
وأكد بيان وزارة الخارجية القطرية أن هذا التوجه الدولي يعكس التعاون الوثيق بين الدول والمنظمات العالمية الراغبة في وضع حد للتهديدات الكيميائية، ويأتي في إطار دعم الجهود الرامية لتعزيز الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط. وأشار البيان إلى أن قطر ستواصل دعم كل المبادرات الدولية الرامية لضمان الالتزام الكامل بتعهدات سوريا تجاه الاتفاقيات الدولية، بما في ذلك معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
ويرى المراقبون أن الجمع بين هذه المبادرات الثقافية والأمنية في منطقة الخليج يعكس سياسة استراتيجية متكاملة، تجمع بين حماية الإرث الثقافي وتعزيز السلام والاستقرار الإقليمي. فدعم الكويت لترشحها للجنة التراث العالمي يعكس التزام دول مجلس التعاون بصون التراث الإنساني، بينما يبرز ترحيب قطر بالخطوات الدولية في سوريا اهتمام الخليج بالقضايا الأمنية والإنسانية في آن واحد.
كما شدد الوزراء على أن الثقافة ليست مجرد فنون وتراث، بل أداة فعالة لبناء مجتمعات متماسكة، وتعزيز الحوار بين الشعوب، وإرساء قيم التسامح والتعايش. وفي هذا الإطار، فإن دعم التراث العالمي يمثل رسالة واضحة للعالم بأن دول الخليج تضع حماية الإرث الإنساني ضمن أولوياتها، وتعمل على تعزيز مكانتها في الساحة الدولية كرافعة ثقافية وإنسانية.
من جانب آخر، تشير التحليلات إلى أن هذه المبادرات تأتي ضمن رؤية أوسع لدول الخليج، تهدف إلى الموازنة بين التنمية الثقافية والأمنية، وربط التراث بالسياسات الاستراتيجية المستقبلية، بما يعزز من قدرتها على لعب دور مؤثر على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي ختام الاجتماع، تم التأكيد على استمرار التنسيق بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدعم كل المبادرات الثقافية والأمنية، والعمل سوياً على إبراز صورة إيجابية لدور الخليج في القضايا الإنسانية والثقافية والأمنية، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ويعزز استقرارها وازدهارها.
دعم ترشح الكويت للجنة التراث العالمي
ترحيب قطر بتدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا


