كتب : يسرا عبدالعظيم
الجيش الأمريكي يدرس خيارات لشن ضربات ضد أهداف مرتبطة بالمخدرات داخل فنزويلا
تدرس القيادة العسكرية الأمريكية خيارات لتنفيذ ضربات تستهدف أهدافًا مرتبطة بتهريب المخدرات داخل الأراضي الفنزويلية، في خطوة قد تمثل تصعيدًا كبيرًا في التوترات بين واشنطن وكاراكاس، بحسب تقارير إعلامية أمريكية ودولية.
التحركات تأتي في ظل تصعيد أمريكي أوسع ضد شبكات تهريب مخدرات يُزعم أنها تنطلق من أو عبر المياه الفنزويلية، حيث قامت البحرية الأمريكية مؤخرًا بضربات على زوارق قالت إنها كانت تنقل شحنات مخدرات، فيما عززت واشنطن وجودها البحري والجوي في الكاريبي.
مصادر مطلعة نقلت أن الخيارات التي تُدرس تشمل ضربات بحرية أو جوية تستهدف بنى تحتية أو مواقع يُشتبه في استخدامها لتجهيز أو نقل المخدرات داخل فنزويلا، لكن تنفيذ أي ضربة داخل حدود بلد آخر سيشكل سابقة وسيطرح تساؤلات قانونية وسياسية حول شرعية العمل العسكري الأمريكي.
إدارة بايدن السابقة والدوائر القانونية ناقشت سابقًا حدود استخدام القوة في مهام مكافحة المخدرات خارج المياه الدولية، لكن ما يجري الآن — وفق تقارير — يعكس قرارًا تنفيذيًا وسياسيًا من إدارة البيت الأبيض الحالية لتشديد المواجهة مع ما تُسميه “الجماعات النرجسية المرتبطة بوجوه سياسية”. هذا التصعيد رافقه تصريحات رئاسية حادة وإحالات متكررة إلى مسألة «النار» ضد مهربي المخدرات.
كاراكاس استنكرت التحركات الأمريكية، ورأى الرئيس نيكولاس مادورو والسلطات الفنزويلية في مثل هذه الخطوات انتهاكًا للسيادة وتهديدًا لاستقرار المنطقة، مع تحريكها للميليشيات المحلية وتعزيز الجهوزية العسكرية على الحدود. المحلّلون يحذرون من مخاطر تصعيد لا يمكن التحكم فيه قد يؤثر على دول الجوار ويثير ردود فعل دبلوماسية واسعة.
على الصعيد الداخلي الأمريكي، يثير احتمال شن ضربات داخل فنزويلا نقاشًا دستوريًا بشأن سلطة تنفيذ الرئيس لتنفيذ هجمات عابرة للحدود دون موافقة صريحة من الكونغرس، إضافة إلى تساؤلات حول الأدلة الميدانية والإجراءات المتبعة لضمان استهداف فعلي لعناصر تهريب وليس مدنيين وصياديين محليين.
خبراء شؤون دولية وأمن إقليمي يشيرون إلى بدائل أقل تصعيدًا وأكثر فعالية طويلة الأمد، مثل تعزيز التعاون الاستخباراتي، حملات مشتركة مع دول الجوار، وتقييد تمويل وملاحة الشبكات الإجرامية، لأن الضربات العسكرية داخل بلد سيادي قد تولّد نتائج عكسية وتمنح مادورو ذريعة لتعزيز دعائمه الداخلية.
، يظل سؤال التنفيذ والشرعية والنتائج المحتملة معلقًا حتى تعلن واشنطن رسميًا عن قرار ملموس. إذا تم اختيار خيار الضربات داخل فنزويلا فسيكون لذلك أثر طويل الأمد على العلاقات الأمريكية‑اللاتينية وللديناميكية الأمنية في منطقة الكاريبي وأمريكا الجنوبية.


