كتب : دينا كمال
الجرعات الزائدة من المكملات الغذائية.. استشارة الطبيب ضرورة
تُعتبر أقراص الفيتامينات أو المكملات الغذائية وسيلة فعالة لتعويض نقص العناصر أو الفيتامينات في الجسم، ومع تزايد الإقبال عليها لتعزيز المناعة أصبحت محل جدل واسع، فهل تحمي فعلاً من الأمراض وتُقوّي المناعة؟ هذا ما توضحه السطور التالية.
تثير أقراص الفيتامينات نقاشاً مستمراً، فبينما تشير بعض الدراسات إلى محدودية فوائدها الصحية، تكشف أخرى عن احتمال تسببها بضرر. فما هي الأدلة الدقيقة؟ وهل يحتاج الجميع لتناولها أم فئات محددة فقط؟
أسباب تناول الفيتامينات والمعادن
تُصنَّف الفيتامينات والمعادن كمركبات لا ينتجها الجسم رغم ضرورتها للصحة، لذا يجب الحصول عليها من الطعام.
ومن أبرز الأمثلة فيتامين أ لصحة البصر والجلد، وفيتامين ج لدعم المناعة، وفيتامين ك لتخثر الدم، إضافة إلى معادن مهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم.
وتُعرف هذه العناصر بالمغذيات الدقيقة لأنها تُستهلك بكميات صغيرة مقارنة بالكربوهيدرات والبروتينات والدهون.
ويظل النظام الغذائي المتوازن أفضل وسيلة لتلبية احتياجات الجسم، رغم أن الاعتماد المتزايد على الوجبات السريعة والمنتجات المعالجة يقلل من الالتزام بالغذاء الصحي.
مخاطر الجرعات الزائدة
يمكن أن يشكل الإفراط في تناول الفيتامينات خطراً، مثل حالات التسمم بفيتامين د التي أدت إلى دخول المستشفى، حيث يسبب العطش وكثرة التبول وقد يتطور لنوبات أو غيبوبة أو حتى وفاة.
كما قد يؤدي الإفراط في فيتامين أ إلى صداع شديد وتشوش في الرؤية وغثيان ودوخة وآلام عضلية، وفي الحالات القصوى إلى غيبوبة أو وفاة.
وتختلف استفادة الأفراد من المكملات حسب حالتهم الصحية وطبيعة العناصر الدقيقة التي يتناولونها.
نتائج التجارب السريرية
ركّزت دراسات مبكرة على مضادات الأكسدة التي تعادل الجذور الحرة، لكن النتائج أوضحت أن الإفراط بها لا يقي من الأمراض كما كان يُعتقد.
وبيّنت أبحاث حديثة أن النظام الغذائي الغني بالخضروات والفواكه أكثر فاعلية من الاعتماد على المكملات وحدها.
هل تعزز المكملات المناعة؟
تشير تصريحات خبراء إلى أن الأدلة على دور الفيتامينات والمعادن الفردية في الوقاية أو العلاج ضعيفة، بينما يظل الغذاء المتنوع هو الأساس.
وتُظهر بعض البيانات فوائد محدودة لبعض المكملات، لكن المراجعات العلمية تؤكد غياب الأدلة الكافية لوضع توصيات قوية.
فئات تحتاج المكملات الغذائية
النباتيون أكثر عرضة لنقص فيتامين ب12 لغياب مصادره النباتية.
النساء الحوامل يحتجن حمض الفوليك والحديد والكالسيوم وفيتامين د لتجنب تشوهات الأجنة.
النساء بعد سن اليأس قد يستفدن من مكملات الكالسيوم وفيتامين د للوقاية من هشاشة العظام.
كبار السن معرضون لنقص فيتامين د وب12 بسبب ضعف الامتصاص مع التقدم في العمر.
الأطفال الرضع الذين يرضعون طبيعياً يُوصى بتزويدهم بفيتامين د منذ أيامهم الأولى.
تُظهر الأدلة أن المكملات لا يمكن أن تحل محل الغذاء الصحي المتوازن، وأن استشارة الطبيب تظل ضرورية قبل تناولها، خصوصاً مع وجود مخاطر حقيقية من الجرعات الزائدة.


