كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
عالمي …العرب نيوز
تشهد التكنولوجيا العصبية طفرة غير مسبوقة، إذ لم تعد مقتصرة على علاج الأمراض العصبية أو إصابات الدماغ، بل أصبحت وسيلة طموحة لتعزيز القدرات الذهنية وتحسين جودة الحياة اليومية للإنسان. ويأتي ذلك في ظل سباق عالمي بين شركات التكنولوجيا ومراكز الأبحاث لتطوير واجهات الدماغ–الآلة التي تفتح آفاقًا واسعة أمام مستقبل يتكامل فيه الإنسان مع التقنية.
ويرى خبراء أن هذه التكنولوجيا تمثل نقطة تحول في الطب والعلم معًا، إذ باتت تسمح بالتفاعل المباشر بين الدماغ والأجهزة الإلكترونية، مما يمكّن من التحكم في الأطراف الصناعية، واستعادة القدرات الحسية المفقودة، بل وتحفيز الذاكرة والتركيز. كما يجري حاليًا اختبار تطبيقات تجريبية تتيح للأشخاص الذين يعانون الشلل الكامل التحكم في الأجهزة عبر إشارات الدماغ فقط.
ومن بين المشاريع البارزة في هذا المجال، تلك التي تقودها شركات مثل “نيورالينك” الأميركية، والتي تعمل على تطوير شرائح عصبية تُزرع في الدماغ بهدف تعزيز الاتصال بين الإنسان والآلة. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن هذه التقنية يمكن أن تُحدث ثورة في التعليم والوظائف المستقبلية عبر زيادة سرعة معالجة المعلومات وتحسين التركيز والإبداع.
ويحذر بعض العلماء من الجوانب الأخلاقية لهذه القفزة العلمية، إذ يثير الدمج بين العقل البشري والأنظمة الذكية تساؤلات حول الخصوصية والتحكم في البيانات الشخصية، إضافة إلى المخاطر المحتملة على السلامة العقلية.
ورغم تلك المخاوف، يتفق الخبراء على أن التكنولوجيا العصبية تمثل مستقبل الطب العصبي والتفاعل البشري–الرقمي، إذ تمهد الطريق لعصر يصبح فيه الإنسان أكثر قدرة على تجاوز قيود الجسد والعقل، نحو مستوى جديد من الوعي والإنتاجية وجودة الحياة.


