(الدكتور / عبدالله الحوطي)
@abdullahoty
لا يوجد بيئة عمل تخلو من المخاطر والأزمات، بل إنها من المسلّمات في الحياة الشخصية والعملية والإجتماعية بشكل عام، وتعددت المخاطر بين اربعة درجات مختلفة رقم 1 تجنّب المخاطر وهو ما أستداوله لاحقاً في هذا المقال من خلال استعراض التجربة اليابانية، رقم 2 التقليل من المخاطر وذلك يعني التخفيف من الآثار السلبية قدر الإمكان والخروج من الأزمة بأقل الخسائر بغرض الحفاظ على المكتسبات، رقم 3 نقل المخاطر وهو أمر ربما يكون أشد أثراً من الدرجة السابقة حيث يتحتّم الإستغناء عن مناطق بالكامل أو نقل بعض الموارد البشرية أو المادية إلى مكان آمن ولكن مع الاستسلام لوجود ضحايا بقدر أكبر من المثال السابق، أم رقم 4 فهو قبول الكارثة بكل آثارها وتبعاتها أو كما يقال قدّر الله وما شاء فعل، ولن يكون هناك أي تصرف من الممكن أن ينقذ الموقف سوى الحرص على عدم توسع الكارثة بكل محيطها.
ولكن المنظمة التي تجيد التعامل مع الأزمة قبل أن تنشأ فهي بحق لديها قائد فذ وبلا شك لديها فريق يعمل بمعايير عالية جداً، لأنه من الفطنة بكل تأكيد عدم السماح للفتيل بالإشتعال وليس بعد أن تضرم النار، لأنه وبشكل عملي كلما تخطت الأزمة حاجز البداية ارتفعت فاتورة التكاليف بشكل طردي. ولأن اليابان بلد تعرّض للكثير من الأزمات والزلازل على مدى التاريخ فنتج عن ذلك سلوكيات وإدارة للأزمة بطريقة مختلفة عن التقليدية حيث ابتكروا قاعدة (تخيّل وقوع الكارثة واعمل حالاً لتجنّبها).. أو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام قبل 1400 عام (إعقلها وتوكّل).
وبهذه القاعدة توقّفت العديد من الخسائر على الصعيد الانساني والمادي وحفظت الكثير من الوقت والإمكانيات المهدرة في الإصلاح وإعادة البناء.
ولذا انصح دائماً جميع منسوبي المنظمات، بأن يرفعوا معدّل التركيز في ملاحظة ما حولهم من سلوكيات الآخرين أو طريقة نقل المواد أو حركة المواصلات في منظماتهم فلربما كان لاحد المقترحات الفضل بعد الله في حفظ الأرواح أو تجنّب الإصابات أو حتى إدارة الوقت بشكل صحيح، بل وأنصح أيضاً أن تنقل هذه التجربة إلى المنزل والمجتمع بشكل عام وأن تعممّ على كافة أفراد الأسرة حتى يكبر الأبناء ولديه حس المسئولية تجاه انفسهم وتجاه الآخرين.
وإذا عرفنا بوجود المخاطر، وتوفرت لدينا طرق دقيقة لقياسها أمكننا عندئذٍ أن نتعامل معها بالطريقة المناسبة.

عدد المشاهدات: 0


