كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في خطوة دبلوماسية لافتة تعكس تصاعد المواقف الدولية تجاه الحرب في غزة، أعلنت الحكومة البرازيلية رسميًا انضمامها إلى الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، والمتعلقة باتهامات بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وأكدت وزارة الخارجية البرازيلية في بيانها أن القرار جاء بعد دراسة قانونية ودبلوماسية مستفيضة، مشيرة إلى أن انضمام البرازيل يهدف إلى “تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى حماية المدنيين وضمان احترام القانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة”.
وأوضح البيان أن البرازيل ترى في الخطوة تعبيرًا عن التزامها التاريخي بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان، وأن مشاركتها في الدعوى تأتي استنادًا إلى ما وصفته بـ”القلق العميق من حجم الكارثة الإنسانية في غزة، واستمرار العمليات العسكرية التي تسببت في خسائر بشرية فادحة ومعاناة إنسانية غير مسبوقة”.
وبهذا القرار، تنضم البرازيل إلى مجموعة من الدول التي أبدت دعمها لموقف جنوب إفريقيا في القضية، بينها بوليفيا وناميبيا وماليزيا وكولومبيا، وهو ما يعزز الزخم القانوني والسياسي للدعوى التي تعد من أبرز الملفات المنظورة أمام المحكمة خلال العام الجاري.
من جانبه، وصف وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا الخطوة بأنها “واجب أخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني”، مؤكدًا أن بلاده “لا تستهدف إسرائيل كدولة، بل تسعى فقط إلى التأكيد على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني ومنع ارتكاب أي أعمال ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية”.
في المقابل، أعربت إسرائيل عن “خيبة أملها العميقة” من القرار البرازيلي، واعتبرت الانضمام إلى الدعوى “خطوة سياسية منحازة”، بينما قال متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن “البرازيل كان يجب أن تركز جهودها على دعم المفاوضات وإعادة الأسرى بدلاً من الانضمام إلى حملات تشويه”.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تُعيد رسم خريطة العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وعدد من دول أمريكا اللاتينية، خاصة أن البرازيل تعد من أبرز القوى الإقليمية ذات الثقل السياسي والاقتصادي في القارة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد فيه محكمة العدل الدولية لعقد جلسة جديدة خلال الأسابيع المقبلة للنظر في مستجدات القضية، وسط ترقب عالمي لمدى تأثير انضمام دول جديدة على مسار الدعوى وقرارات المحكمة المرتقبة بشأنها.


