كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت مدينة طوباس ومحيطها في شمال الضفة الغربية صباح اليوم الأربعاء تصعيدًا عسكريًا جديدًا، بعدما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدينة وعددًا من القرى والمخيمات التابعة لها، ما أدى إلى حالة من الشلل التام في الحركة العامة، وتعليق الدوام في المؤسسات التعليمية والحكومية حفاظًا على سلامة المواطنين.
ووفقًا لمصادر محلية، داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال أحياء متفرقة من مدينة طوباس، ترافقها عشرات الآليات العسكرية، ونفذت عمليات تفتيش واسعة في المنازل، وسط إطلاق كثيف للرصاص وقنابل الصوت والغاز. وأفادت المصادر بأن القوات حاصرت مناطق قريبة من مخيم الفارعة وبلدة طمّون، وأغلقت مداخل المدينة بشكل كامل، مانعة تنقل المواطنين بين الأحياء والمناطق الزراعية.
وأعلنت مديرية التربية والتعليم في طوباس عن تعطيل الدوام في المدارس ورياض الأطفال “حتى إشعار آخر”، نتيجة للأوضاع الأمنية المتوترة. كما وجّهت السلطات المحلية بوقف العمل في المؤسسات الحكومية داخل المدينة والمناطق المحيطة، في ظل استمرار التواجد العسكري المكثف للاحتلال.
وقال شهود عيان إن القوات اقتحمت عدداً من المنازل السكنية، واعتقلت عدداً من الشبان بعد تفتيش دقيق ومصادرة أجهزة إلكترونية وهواتف، فيما انتشرت القناصة الإسرائيلية على أسطح بعض الأبنية المرتفعة. وأضافوا أن أصوات الانفجارات والرصاص الحي ترددت في أنحاء المدينة، ما تسبب بحالة من الهلع بين السكان، خصوصًا الأطفال.
وتزامنت هذه الحملة مع استمرار عمليات الاقتحام المتكررة التي تنفذها قوات الاحتلال في مدن الضفة الغربية، في وقت تصاعدت فيه الدعوات الفلسطينية لتوفير حماية دولية للمدنيين ووقف الانتهاكات اليومية التي تطال البنية التعليمية والقطاع العام.
من جانبها، حمّلت الجهات الفلسطينية الرسمية سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير في طوباس، مؤكدة أن استهداف المؤسسات التعليمية والخدمية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحظر تعطيل الحياة المدنية في زمن الاحتلال.
ويأتي هذا الاقتحام في ظل حالة من التوتر المتصاعد في الضفة الغربية، حيث تشهد مناطق متفرقة عمليات دهم واشتباكات شبه يومية، في إطار سياسة إسرائيلية توصف بأنها تهدف إلى “إحكام السيطرة الأمنية”، بينما تراها الأوساط الفلسطينية تصعيدًا ممنهجًا يهدد استقرار المنطقة برمتها.


