كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
دعا الاتحاد الأوروبي اليوم إلى إعادة النظر في نظام التوقيت الشتوي في دول القارة، مؤكدًا أن الوقت حان لتقييم فوائده وأضراره على المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، بعد سنوات من تطبيق التغيير الموسمي في الساعة مرتين سنويًا.
وأكدت مفوضية الاتحاد الأوروبي أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الانتقال بين التوقيت الصيفي والشتوي يؤثر سلبًا على الصحة العامة للمواطنين، حيث يزداد معدل اضطرابات النوم والإجهاد النفسي، ويظهر تأثيره على ضغط الدم ووظائف القلب، إضافة إلى ارتفاع حوادث المرور في فترة التغيير.
وأشار الاتحاد إلى أن التغيير الموسمي للساعة يترتب عليه أيضًا تبعات اقتصادية، منها زيادة استهلاك الطاقة، وعدم استقرار إنتاجية العمل، خصوصًا في القطاعات التي تعتمد على توقيت ثابت. وأوضحت المفوضية أن إعادة تقييم القرار تهدف إلى الوصول إلى توافق بين الدول الأعضاء حول نظام توقيت موحد يحافظ على الصحة العامة ويحقق الاستفادة الاقتصادية المرجوة.
وأضاف مسؤولون في الاتحاد أن النقاش سيشمل آراء خبراء الصحة العامة والاقتصاديين، بالإضافة إلى استطلاعات رأي بين المواطنين، بهدف التوصل إلى سياسة متوازنة يمكن تطبيقها على مستوى الاتحاد الأوروبي بأكمله، لتقليل الاضطرابات الناتجة عن تغيير التوقيت.
وكانت دول أوروبية عديدة قد جربت إلغاء التوقيت الصيفي أو الشتوي بشكل منفرد، إلا أن الاتحاد الأوروبي يرى أن تنسيق القرار على المستوى القاري سيسهم في تحقيق استقرار أكبر ويقلل من الارتباك في السفر والتجارة بين الدول.
ويأتي هذا الإعلان في ظل اهتمام متزايد من المجتمع الأوروبي بصحة المواطنين ورفاههم، بالإضافة إلى سعي الاتحاد لتحديث السياسات بما يتناسب مع التطورات العلمية والاقتصادية، ما يجعل مسألة التوقيت الشتوي أحد الملفات الهامة التي ستخضع للنقاش في الأشهر القادمة على مستوى الاتحاد.


