كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
بريطانيا – العرب نيوز
في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة في التاريخ الحديث للعائلة المالكة البريطانية، أعلن الأمير أندرو، دوق يورك، تنازله رسميًا عن لقبه الملكي، بعد ضغوط مكثفة من شقيقه الملك تشارلز الثالث، على خلفية استمرار تداعيات قضية رجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين، المتهم بالاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي للقاصرات.
وجاء قرار التنازل بعد اجتماعات مطولة داخل القصر الملكي، شارك فيها كبار أفراد العائلة المالكة، حيث اعتبر الملك تشارلز أن استمرار ارتباط اسم العائلة بالقضية يضر بسمعة النظام الملكي البريطاني، خصوصًا في ظل الجدل العام والانتقادات المتزايدة من وسائل الإعلام والرأي العام.
ووفقًا لمصادر قريبة من القصر، فإن القرار تم التوصل إليه بعد نقاشات شاقة استمرت أسابيع، إذ حاول الأمير أندرو الدفاع عن نفسه وإثبات براءته من التهم الموجهة إليه، لكنه واجه رفضًا من المستشارين الملكيين الذين أكدوا ضرورة اتخاذ “إجراء حاسم” لحماية المؤسسة الملكية من التدهور في الثقة الشعبية.
وقد أثار الإعلان ردود فعل واسعة في الأوساط البريطانية، حيث اعتبره البعض خطوة متأخرة لكنها ضرورية لإعادة الاعتبار إلى العائلة المالكة، بينما رأى آخرون أن التنازل لا يعفي الأمير من المساءلة القانونية أو الأخلاقية.
وأشار بيان صادر عن قصر باكنغهام إلى أن الأمير أندرو سيتخلى أيضًا عن مسؤولياته الرسمية ومهامه العامة، وأنه سيواصل حياته بعيدًا عن الأضواء، مع احتفاظه بحقوقه كمواطن بريطاني عادي.
يُذكر أن الأمير أندرو كان قد أُجبر عام 2019 على الانسحاب من الحياة العامة بعد مقابلة تلفزيونية مثيرة للجدل حول علاقته بإبستين، والتي اعتُبرت فشلًا إعلاميًا ضاعف من الغضب الشعبي. ومنذ ذلك الحين، واجه أندرو عزلة متزايدة داخل العائلة المالكة، رغم محاولاته المتكررة لاستعادة مكانته.
وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه العائلة الملكية إلى ترميم صورتها العامة وتعزيز ثقة البريطانيين بها، خاصة بعد تولي الملك تشارلز العرش ومحاولته تقديم نموذج أكثر شفافية ومسؤولية في إدارة الشؤون الملكية.


