كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
أنهت سوق الأسهم السعودية تداولات شهر أكتوبر 2025 على مكاسب قوية، حيث ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية بنحو 93.3 مليار دولار، مدفوعة بتحسّن معنويات المستثمرين وعودة الزخم إلى قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والبنوك.
ووفقًا لبيانات «تداول»، أغلق مؤشر السوق الرئيسية (تاسي) عند مستوى 12,200 نقطة تقريبًا، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 2.5% عن شهر سبتمبر، فيما بلغت القيمة السوقية الإجمالية نحو 10.9 تريليون ريال (2.9 تريليون دولار)، مقابل 10.55 تريليون ريال في نهاية الشهر السابق.
ويأتي هذا الأداء الإيجابي بعد فترة من التذبذب النسبي الذي شهدته الأسواق الخليجية خلال الربع الثالث من العام، لتعود السوق السعودية إلى مسار الصعود، مدعومة بتحسن أسعار النفط العالمية واستمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية.
تفاصيل الأداء
شهدت قطاعات البنوك والطاقة والمواد الأساسية أكبر المكاسب، حيث ارتفع سهم «أرامكو السعودية» بنسبة تجاوزت 3% خلال الشهر، بينما حققت شركات البتروكيماويات مكاسب جماعية نتيجة تحسّن هوامش الربح والتوقعات الإيجابية للطلب العالمي على الطاقة. كما سجّل قطاع البنوك قفزة لافتة مع ارتفاع سهم «الراجحي» و«الأهلي السعودي».
أما على مستوى التداولات اليومية، فقد بلغت القيمة المتداولة أكثر من 130 مليار ريال خلال أكتوبر، فيما ارتفعت أحجام التداول بنسبة 8% مقارنة بشهر سبتمبر، ما يعكس عودة النشاط الاستثماري وتحسن السيولة.
مؤشرات الثقة والاقتصاد
يرى محللون أن المكاسب الكبيرة في السوق تعكس تفاؤلاً متزايدًا بمتانة الاقتصاد السعودي وقدرته على النمو في ظل استمرار تنفيذ برامج رؤية المملكة 2030 ومشروعاتها الضخمة، التي تدعم قطاعات الطاقة المتجددة والسياحة والبنية التحتية.
وأشار الخبراء إلى أن التوجه الحكومي نحو تعزيز الشفافية المالية وجذب رؤوس الأموال الأجنبية، إضافة إلى استقرار أسعار النفط فوق 85 دولارًا للبرميل، كانت من أبرز العوامل التي رفعت ثقة المستثمرين.
توقعات الفترة المقبلة
يتوقع محللو الأسواق أن يستمر الأداء الإيجابي خلال الربع الأخير من العام، مع ترقب نتائج الشركات الكبرى للربع الثالث التي يُنتظر أن تعكس نموًا في الأرباح التشغيلية. كما من المرجح أن تواصل صناديق الاستثمار الأجنبية تعزيز مراكزها في الأسهم السعودية، خاصة في قطاعات المصارف والطاقة والصناعة.
ويُعد هذا الارتفاع الأكبر من نوعه منذ مطلع العام، ليؤكد مكانة السوق المالية السعودية كأكبر وأقوى بورصة في الشرق الأوسط من حيث القيمة السوقية والسيولة، ولتعزز جاذبيتها كوجهة رئيسية للاستثمارات الإقليمية والدولية.


