كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
العالم – العرب نيوز
واشنطن – أعلن فريق من العلماء اليوم الجمعة عن نجاحهم في تجربة علمية رائدة تمكنوا من خلالها من إعادة برمجة الخلايا السرطانية بطريقة قد تساعد في مكافحة سرطان الدم، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تطوير علاجات مبتكرة وأكثر فعالية ضد هذا النوع من السرطان.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت في مجلة طبية متخصصة، أن الباحثين تمكنوا من تعديل الخلايا السرطانية لتصبح أقل عدوانية وأكثر قابلية للاستجابة للعلاجات الكيميائية والمناعية التقليدية، ما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج مرضى سرطان الدم الذين يعانون من مقاومة الأدوية الحالية.
وقال الدكتور جوناثان سميث، الباحث الرئيسي في الفريق: “لقد أعدنا برمجة الخلايا بطريقة تجعلها تتصرف بشكل مختلف عن طبيعتها السابقة، وهذا يمنحنا إمكانية توجيهها نحو مسار أقل خطورة وأكثر استجابة للعلاج.”
وأضافت الدراسة أن هذه التقنية تعتمد على تعديل جيني دقيق يُعيد توجيه الخلايا السرطانية لإنتاج إشارات داخلية تحد من انتشارها، ما قد يقلل من سرعة نمو الأورام ويحسن فرص الشفاء. وأكد الباحثون أن النتائج الأولية في المختبر كانت مشجعة، مع توقع بدء التجارب السريرية على البشر خلال السنوات القليلة القادمة بعد استكمال جميع اختبارات السلامة والفعالية.
ويأمل العلماء أن تسهم هذه الاكتشافات في الحد من معدلات الوفاة المرتفعة بسبب سرطان الدم، الذي يُصنف كأحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا وخطورة في العالم، خاصة بين الأطفال وكبار السن. كما أكدوا أن العمل مستمر لتطوير أدوية تعتمد على هذه التقنية، مما قد يمثل ثورة حقيقية في مجال علاج الأورام السرطانية.
وتعليقا على هذا الإنجاز، قالت الدكتورة ليزا أندرسون، أخصائية الأورام: “إعادة برمجة الخلايا السرطانية هي خطوة واعدة للغاية، لأنها تفتح الباب أمام علاجات شخصية أكثر أمانًا وفعالية، وتقلل من الاعتماد على الكيمياء التقليدية وحدها.”
يُذكر أن البحث العلمي في هذا المجال يلقى دعمًا عالميًا واسعًا، حيث تتعاون عدة مؤسسات بحثية من مختلف دول العالم لتسريع تطوير علاجات مبتكرة تستهدف مقاومة السرطان وتخفيف آثار العلاج الجانبية على المرضى.


