كتب : دينا كمال
اكتشاف آمن لتخفيف الألم دون مسكنات تقليدية
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “Nature” عن إمكانية تسكين الألم بطريقة أكثر أمانًا من المسكنات الشائعة مثل الإيبوبروفين والأسبرين، من خلال استهداف مستقبل عصبي محدد يعرف باسم EP2.
أوضح الباحثون أن هذه الآلية قد تمكّن من تخفيف الألم دون التأثير على الالتهاب الطبيعي أو إبطاء التعافي، ما يفتح أفقًا جديدًا أمام ملايين المرضى الذين يخشون الآثار الجانبية للمسكنات التقليدية.
كيف تعمل المسكنات التقليدية؟
تعمل المسكنات الشائعة على تثبيط إنتاج مادة كيميائية تسمى البروستاجلاندين المسؤولة عن الالتهاب والألم، لكنها ضرورية أيضًا للتعافي. يؤدي حجب هذه المادة إلى تسكين الألم مع تعطيل آليات الشفاء الطبيعية والتعرض لمضاعفات مثل نزيف المعدة ومشكلات الكلى والقلب.
تفاصيل الدراسة الجديدة
ركزت التجارب على الفئران حيث استهدف الباحثون مستقبل EP2 الموجود في خلايا شوان الداعمة للأعصاب. أظهرت الفئران التي تعطّل لديها هذا المستقبل انخفاضًا واضحًا في الإحساس بالألم بعد الإصابات مع استمرار الاستجابة الالتهابية بشكل طبيعي.
تشير النتائج إلى أن الجسم يستطيع متابعة التعافي الطبيعي بالتزامن مع تخفيف الألم، وهو ما لم يكن متاحًا مع المسكنات التقليدية. ويرى العلماء أن هذه النتائج قد تمهد لتطوير أدوية جديدة تستهدف الخلايا العصبية مباشرة دون آثار جانبية خطيرة.
الحاجة إلى بدائل للمسكنات
يؤدي الإفراط في استخدام مسكنات الألم إلى أضرار صحية تشمل:
– تلف الكبد نتيجة تراكم السموم.
– زيادة مخاطر أمراض القلب والنوبات القلبية.
– نزيف المعدة واضطرابات الأمعاء.
– انهيار الأوردة ومخاطر العدوى عند حقن بعض المسكنات.
إذا أثبتت الدراسات على البشر النتائج ذاتها، قد يصبح بالإمكان وصف أدوية تعمل على مستقبل EP2 لتخفيف الألم بفعالية وأمان دون الإخلال بوظائف الجسم. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً، يرى الخبراء أن هذا الاكتشاف يمثل ثورة محتملة في علم الأعصاب وعلاج الألم وقد يكون بداية عصر بدائل أكثر أمانًا للمسكنات الحالية.


