كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في تصعيد جديد لأعمال العنف في الأراضي الفلسطينية، أقدم مستوطنون إسرائيليون فجر اليوم الجمعة على إحراق عدد من المركبات الفلسطينية في بلدة كفر مالك شرق مدينة رام الله بالضفة الغربية، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدة سيارات وتدميرها بالكامل، وسط حالة من الغضب والاستنكار الشعبي.
ووفقًا لشهود عيان، فإن مجموعات من المستوطنين اقتحمت البلدة تحت حماية جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقامت بإلقاء زجاجات حارقة على سيارات المواطنين المتوقفة أمام منازلهم، ما تسبب في اندلاع النيران بها قبل أن يفرّوا باتجاه المستوطنات المجاورة. وأشار السكان إلى أن الاعتداءات ترافقت مع محاولات لاقتحام بعض المنازل، قبل أن يتدخل الأهالي للتصدي لهم بالحجارة والهتافات.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قوات الاحتلال أغلقت مداخل البلدة ومنعت طواقم الدفاع المدني من الوصول بسرعة إلى موقع الحريق، مما أدى إلى تفاقم الأضرار في الممتلكات. كما أفادت مصادر محلية بأن عددًا من المواطنين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاق الدخان الكثيف الناتج عن الحريق.
الاعتداء يأتي في وقت تشهد فيه مدن وبلدات الضفة الغربية بما فيها رام الله والقدس تصاعدًا حادًا في أعمال العنف التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين، في ظل دعم وإسناد من قوات الاحتلال التي تواصل اقتحاماتها اليومية واعتقالاتها في مختلف المناطق.
السلطة الفلسطينية أدانت الحادث بشدة، معتبرة أنه “جريمة إرهابية جديدة” تُضاف إلى سلسلة الاعتداءات الممنهجة ضد المواطنين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم من أراضيهم. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية الشعب الفلسطيني من “إرهاب المستوطنين” الذي يتزايد يومًا بعد يوم في ظل غياب أي محاسبة أو إجراءات ردع حقيقية من الجانب الإسرائيلي.
ويحذر مراقبون من أن استمرار مثل هذه الاعتداءات قد يدفع الأوضاع في الضفة الغربية إلى مزيد من الانفجار، خاصة مع تصاعد حالة الاحتقان الشعبي والغضب من صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم اليومية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين
وممتلكاتهم.


