كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
إسرائيل – العرب نيوز
أثار اختراق حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت للمرة الثانية حالة من الجدل والقلق داخل الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل، بعدما أكد مقربون منه أن الهجوم الإلكتروني استهدف حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقًا)، ونُشرت عبره منشورات غريبة قبل أن يتم حذفها سريعًا.
ووفقًا لمصادر إعلامية عبرية، فقد لاحظ متابعو بينيت مساء الجمعة ظهور تغريدات غير معتادة تتضمن عبارات ساخرة وصورًا غير لائقة، مما دفع مكتبه إلى إصدار بيان رسمي أعلن فيه أن الحساب تعرض للاختراق، وأن فريقًا تقنيًا يعمل على استعادته بالكامل وضمان عدم تسرب أي بيانات خاصة.
وأوضحت التقارير أن هذا هو الاختراق الثاني خلال أقل من عام، بعد حادثة مماثلة وقعت في ديسمبر الماضي، عندما تمت السيطرة مؤقتًا على حساب بينيت على تطبيق «تليغرام» ونُشرت عليه رسائل دعائية تحمل شعارات باللغة الفارسية، ما أثار حينها اتهامات ضمنية لإيران بالوقوف وراء العملية.
وأشار محللون إلى أن تكرار هذه الحوادث يؤكد وجود ثغرات أمنية خطيرة في تأمين حسابات كبار المسؤولين السابقين في إسرائيل، خصوصًا أولئك الذين شغلوا مناصب حساسة في الأمن والسياسة، مؤكدين أن تلك الهجمات قد تحمل دوافع استخباراتية تهدف إلى جمع معلومات أو إحداث ارتباك سياسي.
من جهتها، أعلنت وحدة السايبر التابعة لوزارة الأمن الإسرائيلية فتح تحقيق عاجل لتحديد مصدر الاختراق والجهة المسؤولة عنه، وسط تكهنات بضلوع جهات أجنبية في العملية، بينما رجّحت مصادر أخرى أن يكون الهجوم من قراصنة مستقلين يسعون للشهرة أو لابتزاز مادي.
يُذكر أن نفتالي بينيت، الذي تولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية بين عامي 2021 و2022، يُعد من الشخصيات المثيرة للجدل في الساحة السياسية، خصوصًا بعد مواقفه المتشددة تجاه الملف الإيراني وحماس، ما يجعله هدفًا متكررًا للهجمات الإلكترونية ومحاولات التشويه الإعلامي.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن الأضرار المترتبة على الاختراق اقتصرت على نشر بعض المحتويات الزائفة قبل السيطرة على الحساب، دون تسريب بيانات شخصية، لكن السلطات الإسرائيلية شددت على ضرورة مراجعة إجراءات الأمن السيبراني للمسؤولين السابقين وتطبيق معايير أكثر صرامة في الحماية الرقمية.
هذا الحادث الجديد، بحسب مراقبين، يعكس تصاعد الحرب الإلكترونية بين إسرائيل وخصومها في المنطقة، حيث لم تعد الجبهات تقتصر على الميدان العسكري فقط، بل امتدت إلى الفضاء الرقمي الذي أصبح ساحة رئيسية للصراع والتأثير المتبادل.


