كتب : يسرا عبدالعظيم
اختبار تنفس جديد يبشر بثورة في تشخيص سرطان البنكرياس المبكر
في خطوة علمية قد تُحدث تحولًا جذريًا في رعاية مرضى سرطان البنكرياس، طوّر باحثون من جامعة إمبريال كوليدج لندن اختبارًا مبتكرًا للتنفس يُمكنه الكشف عن المرض في مراحله الأولى، قبل أن ينتشر في الجسم، وفق ما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
تجربة واعدة على مئات المرضى
اختبر الفريق العلمي التقنية الجديدة على 700 مريض على مدى عامين، وأظهرت النتائج مؤشرات واعدة للغاية في دقة التشخيص المبكر. ويستعد الباحثون الآن لتوسيع نطاق التجارب لتشمل 6 آلاف مريض في 40 موقعًا داخل إنجلترا وويلز واسكتلندا، بهدف التأكد من كفاءة الاختبار في بيئات مختلفة.
تشخيص أسرع وأكثر دقة
في حال نجاح المرحلة الموسعة من التجارب، يُتوقع أن يُعتمد الاختبار خلال خمس سنوات في عيادات الأطباء العامين، ما سيسمح بالكشف عن المرض مبكرًا وتحسين فرص العلاج والشفاء.
ويصدر نتيجة الاختبار خلال 3 أيام فقط، مما يُعد نقلة نوعية مقارنة بالأساليب التقليدية التي تحتاج لفحوصات معقدة ومكلفة.
آلية الكشف
يعتمد الاختبار على تحليل المركبات العضوية المتطايرة الموجودة في هواء الزفير. فهذه المركبات تنتقل عبر الدم ويتم ترشيحها في الرئتين قبل طردها أثناء التنفس. ومن خلال عزل التركيبات الكيميائية الفريدة لهذه المركبات، يمكن تحديد ما إذا كان المريض مصابًا بسرطان البنكرياس بدقة عالية.
أمل جديد في مواجهة أحد أخطر السرطانات
يُعد سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان فتكًا بسبب صعوبة اكتشافه المبكر؛ إذ لا تظهر أعراضه بوضوح في البداية، وغالبًا ما تتشابه مع أمراض أخرى مثل آلام الظهر أو عسر الهضم.
ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لجميع مراحل المرض نحو 11% فقط، ما يجعل الاكتشاف المبكر عبر هذا الاختبار بمثابة أمل حقيقي لزيادة فرص النجاة وتحسين جودة حياة المرضى.
ويؤكد الباحثون أن هذه التقنية، إذا أثبتت نجاحها الكامل، قد تصبح نقطة تحول في تشخيص السرطان عالميًا، ليس فقط لسرطان البنكرياس، بل ربما تُستخدم مستقبلاً للكشف عن أنواع أخرى من الأورام عبر التنفس..


