كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
الرياض – العرب نيوز
احتفلت المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء بتخريج أول دفعة من المتدربين السعوديين على قيادة وتشغيل طائرات “أقنجي” التركية المسيرة، في خطوة وُصفت بأنها إنجاز نوعي يعكس تطور التعاون العسكري والتقني بين الرياض وأنقرة، ويعزز قدرات القوات المسلحة السعودية في مجال الدفاع الجوي والهجمات الاستطلاعية.
وجرى حفل التخرج في مقر مركز التدريب المتخصص بأنقرة، بحضور وفد رفيع من وزارة الدفاع السعودية ومسؤولين عسكريين أتراك، إلى جانب ممثلين من شركة “بايكار” المصنعة للطائرات، حيث تم تسليم الشهادات للمتدربين الذين اجتازوا بنجاح الدورات النظرية والعملية الخاصة بتشغيل وصيانة الطائرات المتطورة.
وأكدت وزارة الدفاع السعودية في بيانها أن تخريج هذه الدفعة يمثل خطوة مهمة نحو توطين تقنيات الطائرات بدون طيار ونقل الخبرات الفنية إلى الكوادر الوطنية، ضمن خطط المملكة الطموحة لتطوير الصناعات الدفاعية المحلية وتحقيق مستهدفات “رؤية السعودية 2030”. وأوضحت أن المتدربين تلقوا برامج مكثفة في مجالات التحكم والاتصال والبرمجة الميدانية وتحليل البيانات الجوية، ما يمنحهم القدرة على تشغيل المنظومات الحديثة بكفاءة عالية في مختلف البيئات العملياتية.
من جانبها، أشادت وزارة الدفاع التركية بالمستوى المتقدم الذي أبداه المتدربون السعوديون، مؤكدة أن التعاون بين البلدين يشهد “مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية” في مجالات الدفاع والتكنولوجيا، مشيرة إلى أن هذه التجربة ستفتح الباب أمام مشاريع مشتركة في التصنيع والتدريب وتبادل الخبرات.
وتُعد طائرة “أقنجي” واحدة من أكثر الطائرات المسيرة تطورًا في العالم، إذ تتميز بقدرتها على التحليق على ارتفاعات عالية ولساعات طويلة، إضافة إلى قدرتها على حمل أنواع متعددة من الذخائر والصواريخ الموجهة بدقة. وتستخدم الطائرة في مهام المراقبة والاستطلاع والدعم القتالي، وقد أثبتت كفاءتها في عدة مسارح عمليات إقليمية.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة تعكس التحول الكبير في التعاون السعودي–التركي، الذي يشهد ازدهارًا لافتًا في السنوات الأخيرة، خاصة في مجالات الدفاع والطاقة والاستثمار. كما يؤكدون أن امتلاك السعودية لكوادر مؤهلة في مجال الطائرات المسيرة يضعها في موقع متقدم ضمن دول المنطقة الساعية لتعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية عبر التكنولوجيا الحديثة.
ويأتي هذا التطور ضمن سلسلة من البرامج التدريبية والمشاريع المشتركة التي أطلقتها وزارة الدفاع السعودية بالتعاون مع شركاء دوليين، بهدف رفع كفاءة القوات المسلحة وإعداد جيل جديد من المتخصصين القادرين على التعامل مع التقنيات المتقدمة في ميادين القتال الحديثة.
عدد المشاهدات: 0


