كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
كشف تقرير حديث لوكالات استخبارات عربية وإسرائيلية أن “حزب الله” بدأ عملية إعادة بناء واسعة لذخيرته الصاروخية ومدفعيته المضادة للدبابات، في انتهاك ظاهر لبنود الهدنة التي دخلت حيّز التنفيذ في نوفمبر 2024.
وأوضح التقرير أن المنظومة تشمل صواريخ موجهة بالليزر وتطوير للقدرات المحلية التصنيعية داخل لبنان، إلى جانب استمرار وصول شحنات أسلحة عبر طرق التهريب من سوريا وإيران رغم الضغوط الدولية المكثّفة.
في الوقت ذاته، تعالت الأصوات التحذيرية من جانب قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) والمحلّلين الإسرائيليين، التي تقول إن “إعادة التسلّح هذه تُعيد إلى الواجهة خطر اندلاع حرب جديدة على جبهة لبنان الشمالية”.
وقال خبراء إنّ الانفجار المحتمل قد لا يكون مقتصراً على تبادل نيران محلي، بل قد يشكّل “انطلاقةٍ لنزاعٍ أوسع” تمتدّ تداعياته إلى البحر الأبيض المتوسط، وعلى خلفيّة التوترات بين إسرائيل وإيران وأذرعها.
ما الذي يدلّ على أن التسلّح يتصاعد؟
مصادر استخبارية إسرائيلية أشارت إلى أن حزب الله أعاد تجميع ترسانته من صواريخ وقذائف مدفعية استُخدمت سابقاً، وخزّنها في مواقع متعددة جنوب لبنان، مخالفاً شروط وقف إطلاق النار.
تحليلات دعت إلى أن لبنان بات “فراغاً أمنياً” جزئياً نتيجة ضعف نفوذ الدولة اللبنانية في مناطق الجنوب، الأمر الذي يسمح لحزب الله بزيادة نشاطه العسكري دون ضوابط فعليّة.
تقارير منفصلة من الأمم المتحدة وسلطات لبنان لا تزال تشكّك في قدرة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (UNIFIL) على مراقبة إدخال الأسلحة، وتتابع بقلق عمليات التهريب الجوية والبحرية.
ما هي تبعات ذلك؟
بطبيعة الحال، فإن استمرار التسلّح يزيد من احتمالات وقوع اشتباك مسلح غير محكوم، وقد ينزلق إلى مواجهة شاملة، خصوصاً إذا اعتبرت إسرائيل أن مخاطر أمنها تتجاوز حدود “الرد المحدود”.
من جهةٍ أخرى، لبنان يُواجه ضغوطاً دولية كبيرة لتسلّيم سلاح غير الدولة (أي حزب الله) إلى الدولة، لكن الواقع السياسي الداخلي يعقّد مهمة الحكومة اللبنانية في معالجة الأمر.
أيضاً، أي تصعيد على الحدود قد يجرّ الجهات الإقليمية إلى “ورقة أكبر” ضمن الصراع الأوسع بين طهران وتل أبيب، ما يجعل لبنان ساحَة محتملة لامتدادات إقليمية، خصوصاً عبر البحر والبرّ.
ماذا يحدث الآن؟
يبدو أن الطرفين — حزب الله وإسرائيل — يسيران في ما يُشبه “سباق الردع”:
حزب الله يراكم الأسلحة ويعلن جاهزيته لشنّ “معركة مفاجئة” إذا ما شهد تصعيداً.
إسرائيل من جانبها تؤكد أنها “لن تحتمل” وضعاً تكون فيه قواعد الاشتباك عند الحدود أقلّ وضوحاً من السابق، وتلوّح بأن أي محاولة لترسيخ تهديدات فورياً سيتم الردّ عليها بشدة.
الوقت الراهن هو قاعدة هشّة بين وقف إطلاق نار فعلي وتجدد محتمل للصراع. الأطراف مُسلّحة، والمحددات السياسية متقاطعة، والمجتمع الدولي يعبر عن القلق من أن “ما لم يُحلّ في لبنان” قد يُفرغ الهدنة المفترَضة من مضمونها. انتهى.


