كتب : دينا كمال
إرشادات جديدة لارتفاع ضغط الدم من جمعية القلب الأمريكية
كشفت جمعية القلب الأمريكية (AHA) عن تحديث معايير تشخيص ارتفاع ضغط الدم، ما أدى إلى تغييرات جوهرية في الطريقة التي يعتمدها الأطباء لتحديد هذه الحالة المعروفة منذ عقود باسم “القاتل الصامت”.
جاء هذا التغيير بعد مراجعات طبية واسعة أظهرت أن الأضرار على الأوعية الدموية والقلب قد تبدأ أبكر مما كان يعتقد سابقًا.
يتكون ضغط الدم من رقمين: الانقباضي (العلوي) الذي يقيس ضغط الدم أثناء انقباض القلب، والانبساطي (السفلي) الذي يقيس ضغط الدم أثناء راحة القلب.
كانت الفئات السابقة تشمل: طبيعي، ما قبل ارتفاع ضغط الدم، المرحلة الأولى، والمرحلة الثانية.
أما الآن فقد أُلغيت فئة “ما قبل ارتفاع ضغط الدم”، وأصبحت القراءات المرتفعة قليلاً تستدعي التدخل المبكر، وجاءت التعريفات على النحو التالي:
طبيعي: أقل من 120/80 ملم زئبق
مرتفع: 120-129 انقباضي وأقل من 80 انبساطي
المرحلة الأولى: 130-139/80-89 ملم زئبق
المرحلة الثانية: 140/90 ملم زئبق أو أعلى
أزمة ارتفاع ضغط الدم: 180/120 ملم زئبق أو أعلى
يشير هذا التعديل إلى أن ملايين الأشخاص الذين كان يُعتبر ضغط دمهم “طبيعيًا مرتفعًا” سابقًا قد يُصنّفون الآن ضمن نطاق ارتفاع الضغط.
يمثل الأمر خطورة لأن ارتفاع ضغط الدم غالبًا بلا أعراض واضحة، لكنه مع الوقت يضر القلب والكلى والدماغ ويزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر يمنح المريض فرصة لتغيير نمط حياته قبل الحاجة إلى الأدوية.
تُعد تغييرات نمط الحياة خط الدفاع الأول، حيث تنصح الجمعية بالحد من استهلاك الملح ليكون أقل من 2300 ملج يوميًا ويفضل قريبًا من 1500 ملج، مع اتباع نظام “داش” الغذائي الغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.
يُوصى كذلك بممارسة نشاط بدني منتظم، حتى المشي السريع، إذ تشير الأبحاث إلى أن 30 دقيقة أسبوعيًا من التمارين الهوائية قد تخفض الضغط الانقباضي بمقدار 2 ملم زئبق.
تشدد الجمعية أيضًا على اتباع “الثمانية الأساسية” لصحة القلب، وتشمل التغذية السليمة، النشاط البدني، التوقف عن التدخين، النوم الكافي 7-9 ساعات، خفض الوزن، ضبط الكوليسترول، التحكم في ضغط الدم، والسيطرة على نسبة السكر.
تعتبر جمعية القلب الأمريكية أن هذا التحديث خطوة محورية لتقليل المخاطر المرتبطة بارتفاع الضغط، داعيةً الأطباء إلى رفع وعي المرضى بضرورة المتابعة الدورية واعتماد نمط حياة صحي.
ورغم أن التشخيص الجديد قد يثير قلقًا من ارتفاع أعداد المصابين، يرى الخبراء أنه فرصة لتعزيز الوقاية والتدخل المبكر قبل تفاقم المخاطر.


