كتب : يسرا عبدالعظيم
أول دعوة رسمية منذ الأزمة.. باريس تتحدث عن بوادر تهدئة مع الجزائر
في تطور جديد بالعلاقات الفرنسية–الجزائرية، أعلن وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز تلقيه أول دعوة رسمية من نظيره الجزائري سعيد سعيود لزيارة الجزائر، وهي الأولى منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين البلدين صيف عام 2024، ما يعكس بوادر انفراجة محتملة في مسار العلاقات الثنائية.
وفي حوار مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، وجّه نونيز انتقادًا واضحًا لسياسة سلفه برونو روتايو في التعامل مع الجزائر، مؤكدًا أن “الذين يعتقدون أن شد الحبل والمنهجية الخشنة هما الحل، مخطئون”. وشدد على أن سياسة “لي الذراع” لا يمكن أن تكون الأساس في العلاقات مع دولة مثل الجزائر.
انقطاع التعاون الأمني وتجميد الترحيلات
تحدث الوزير الفرنسي عن التداعيات الأمنية للأزمة بين البلدين، موضحًا أن التعاون العملياتي بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الفرنسية ونظيراتها الجزائرية قد توقف بشكل كامل، سواء مع المديرية العامة للأمن الوطني أو الدرك الوطني الجزائري.
كما أشار إلى أن الجزائر أوقفت منذ الربيع الماضي استقبال رعاياها المقيمين في وضع غير قانوني في فرنسا، ما أدى إلى تجميد عمليات الترحيل، إلى جانب توقف إصدار تصاريح المرور القنصلية اللازمة لتنفيذ هذه الإجراءات.
مراكز احتجاز مكتظة وتعقيدات أمنية
كشف نونيز أنّ مراكز الاحتجاز الإداري في فرنسا تعاني من اكتظاظ شديد، حيث يحتل الجزائريون نحو 40% من طاقتها الاستيعابية، وهم من الفئات المصنفة أمنيًا كمصدر إشكال، لكن عدم تعاون الجزائر يمنع ترحيلهم.
بوادر تهدئة رغم الجمود
ورغم الصورة القاتمة للتعاون الثنائي، أبدى وزير الداخلية تفاؤلًا حذرًا، مشيرًا إلى وجود “مؤشرات إيجابية” قد تمهد لعودة العلاقات إلى مسار أكثر هدوءًا وتواصلًا، بعد فترة من القطيعة التامة في قنوات الاتصال.
تعكس تصريحات نونيز تحولًا في الخطاب الرسمي الفرنسي، من لغة المواجهة إلى البحث عن حلول دبلوماسية هادئة مع الجزائر، في ظل واقع أمني وسياسي يُحتّم إعادة بناء الثقة والتنسيق بين البلدين..


