كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
كييف – العرب نيوز
نفذت القوات الأوكرانية مؤخراً سلسلة ضربات بعيدة المدى في عمق الأراضي الروسية، في خطوة وصفتها كييف بأنها “ردع استراتيجي على التوسع العسكري الروسي”، وذلك بدعم استخباراتي وتقني من الولايات المتحدة الأمريكية. وأكدت مصادر عسكرية أوكرانية أن الضربات استهدفت مواقع لوجستية ومراكز قيادة روسية، وأسفرت عن تدمير معدات عسكرية كبيرة دون تسجيل خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين.
وأوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية أن هذه العمليات جاءت ضمن خطة دقيقة تعتمد على معلومات استخباراتية متقدمة من الولايات المتحدة، تشمل تحديد الأهداف بدقة عالية وتوقيت الضربات لضمان تحقيق أقصى أثر عسكري. وأضاف البيان أن هذه الضربات تعكس قدرة أوكرانيا على توسيع نطاق عملياتها الجوية والبرتيلية، بما في ذلك استهداف مواقع بعيدة عن خط المواجهة المباشر.
من جانبها، أكدت السلطات الروسية وقوع هجمات محدودة في مناطق عدة، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من التصدي لبعض الطائرات والمسيرات الأوكرانية، بينما تواصل القوات الروسية تقييم حجم الأضرار واتخاذ إجراءات لتعزيز الأمن في المواقع المستهدفة. وأكد خبراء روس أن هذه الهجمات تهدف إلى اختبار قدرات الدفاع الروسي وإرغام القيادة على إعادة نشر القوات والموارد.
ويرى محللون عسكريون أن استخدام أوكرانيا للضربات بعيدة المدى بدعم استخباراتي أمريكي يمثل تحولاً استراتيجياً في طبيعة الصراع، حيث يمكن للجيش الأوكراني استهداف العمق الروسي دون التعرض لمخاطر عالية على خط المواجهة. وأضافوا أن هذا النوع من العمليات يضع روسيا تحت ضغط مستمر، ويجبرها على تخصيص موارد إضافية لتعزيز الدفاعات داخل أراضيها.
كما حذر محللون من أن تصعيد الهجمات بعيدة المدى قد يؤدي إلى زيادة حدة التوتر بين الطرفين، مع احتمالية ردود فعل روسية أكثر قوة تشمل تكثيف الضربات على الأراضي الأوكرانية أو توسيع نطاق العمليات العسكرية. وأشاروا إلى أن الدعم الاستخباراتي الأمريكي يعزز قدرة أوكرانيا على تنفيذ ضربات دقيقة، لكنه قد يزيد من المخاطر الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن، ويجعل الصراع أكثر تعقيداً على الصعيد الدولي.
ويستمر الصراع بين روسيا وأوكرانيا منذ عدة سنوات، مع تبادل مستمر للضربات الجوية والبرية، واستخدام مكثف للطائرات المسيرة والأسلحة الدقيقة. وتؤكد هذه العمليات الأخيرة على أهمية التكنولوجيا والاستخبارات في تغيير ديناميكيات الصراع وزيادة قدرة الطرف الأضعف على مواجهة القوى التقليدية الكبرى.
وفي ختام البيان العسكري، شددت أوكرانيا على أن هذه العمليات تهدف إلى حماية أراضيها وتأمين مصالحها الوطنية، مع التأكيد على أن أي تصعيد إضافي سيكون متناسباً مع تهديدات موسكو المتزايدة على الأراضي الأوكرانية.


