كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
في الأسابيع الأخيرة شهدت ولاية غرب كردفان جنوب-غرب السودان موجة نزوح جماعي بعد حملة عنيفة شنتها قوات الدعم السريع (RSF) في عدد من القرى والمناطق الريفية، وفقاً لما أفاد به ناشطون محليون وتقارير أولية من المنظمات الإنسانية.
وقال شهود إن عناصر من الدعم السريع اقتحمت مناطق واسعة بين بلدات «النهود» و«الخاوي»، على مدى عدة أسابيع، وارتكبت أعمالاً من القتل العشوائي والنهب المتعمَّد لمحاصيل المزارعين وممتلكات السكان، الأمر الذي دفع أعداداً كبيرة من العائلات إلى الفرار بحثاً عن الأمان.
وبحسب مراسلين محليين، فإن موجة النزوح تُقدّر بأكثر من 4 500 شخص (أُشير الى ذلك في تصريحات محلية)، محتجزين أو منقسمين بين كثافة النزوح نحو المراكز الحضرية القريبة أو الاختباء في أراضٍ ريفية هُجرت فيها المنازل، معروفة باسم «نزوح أولي». حالة النزوح شملت نساء وأطفالاً، كثير منهم بلا مأوى ثابت، وسط نقص شديد في المياه والغذاء والمأوى.
من جهتها، أكدت مفوضية حقوق الإنسان في السودان أن الاشتباكات في المنطقة منذ بداية العام الجاري أدّت إلى سقوط مئات القتلى وتدمير بنية تحتية للمياه والكهرباء، مضيفة أن نسبة المدنيين الفارين من منازلهم في بعض القُرى بلغت نحو 90 ٪.
وما يعقّد الأزمة أن المناطق المتضرّرة تواجه إغلاقاً جزئياً لطرق الإمداد بسبب حركة مسلحة متقاطعة، مما يجعل وصول المساعدات الإنسانية أمراً صعباً ويعرّض المهجرين الجدد لخطر أكبر. ناشطون قالوا إن «الفرار ليس خياراً بقدر ما هو ضرورة بقاء»، مضيفين أن «من يبقون تحت الضغط يتعرّضون لمداهمات ليلية وللنهب».
هذه الحادثة تأتي ضمن النزاع القائم بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في مناطق دارفور وكردفان منذ نيسان 2023، والذي خلّف ملايين النازحين والتهديد بخطر المجاعة وبروز أزمة لحقوق الإنسان.
في الختام، تبدو غرب كردفان اليوم منطقة إنسانية عالية الخطورة، مع تحديات عاجلة تتطلّب استجابة دولية فورية لتوفير الحماية والمساعدة للنازحين، وإيقاف أعمال العنف التي تدفع بهذه المجتمعات إلى نزوح داخلي عميق
.


