كتب : دينا كمال
أكاديمية محمد السادس.. منارة تصنع أبطال كرة القدم المغربية
أصبح منتخب المغرب رقماً صعباً على خريطة كرة القدم العالمية، بعد أن حقق إنجازات كبيرة وضعته بين أقوى المنتخبات في العالم.
وترجع هذه الطفرة إلى تبني المغرب نهجاً علمياً يعتمد على اكتشاف المواهب وصقلها، من خلال أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي تعد المحرك الأساسي لتطور اللعبة في البلاد.
فبعد تألق المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022 بوصوله إلى نصف النهائي، واعتلائه منصة التتويج في أولمبياد باريس 2024، واحتفاله بلقب كأس العالم للشباب، أصبحت الأكاديمية نموذجاً يحتذى في تطوير اللاعبين.
أُنشئت الأكاديمية في مدينة سلا عام 2007 بمبادرة ملكية، وافتتحت رسمياً سنة 2010 بهدف توفير بيئة متكاملة للتعليم والتدريب الكروي، وتستقبل نحو 50 لاعباً تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً.
وتقع الأكاديمية قرب نهر أبي رقراق على مساحة تمتد إلى 2.5 كيلومتر مربع، وتضم منشآت حديثة تشمل ملاعب تدريب، ومجمعاً سكنياً، ومدارس، ومرافق طبية وترفيهية، مما يجعلها بيئة مثالية لتأهيل نجوم المستقبل.
صُممت الأكاديمية على شكل دوار مغربي تقليدي يضم ساحة مركزية تحيط بها خمسة مبانٍ، يؤدي كل منها وظيفة محددة كالإقامة والتعليم والرعاية الصحية والتغذية، بينما تطل الأفنية على مناظر طبيعية تمنح اللاعبين جواً من الراحة والاسترخاء.
وقد أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالأكاديمية واعتبرها “جوهرة الكرة المغربية” وواحدة من أنجح المراكز الرياضية في العالم، لما توفره من توازن بين التعليم الأكاديمي والتكوين الرياضي.
هذا المشروع الطموح انعكس على أداء المنتخبات الوطنية بجميع فئاتها، كما تبنّت الأندية الكبرى في المغرب، مثل الجيش الملكي والفتح الرباطي، النهج نفسه في تكوين الناشئين.
ومنذ عام 2021، بدأت كرة القدم المغربية تحصد ثمار هذا الجهد المتواصل، بفضل برنامج وطني لتطوير المواهب يضم 14 نادياً وعدة مراكز تكوين في سلا والدار البيضاء وبنجرير والعيون، لتغطي مختلف مناطق المملكة.
كما تلعب الجالية المغربية في أوروبا دوراً مهماً في اكتشاف اللاعبين مزدوجي الجنسية، في إطار تعاون منظم بين الاتحاد المغربي والمؤسسات المعنية، بهدف استمرار تدفق المواهب وضمان مستقبل مشرق للكرة المغربية.


