كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
إسرائيل – العرب نيوز
تفاقمت الأزمة السياسية داخل إسرائيل بعد أن صعّد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير تهديداته لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متوعدًا بحل الحكومة الائتلافية إذا لم تنجح في تنفيذ هدفها المعلن بالقضاء الكامل على حركة حماس في قطاع غزة.
وقال بن غفير، في تصريحات أدلى بها مساء الجمعة لوسائل إعلام عبرية، إن “الحكومة الحالية وُجدت من أجل هدف واحد واضح، هو القضاء على حماس”، مضيفًا بلهجة حادة: “إذا لم يُنجز نتنياهو هذا الهدف، فلن يكون هناك مبرر لبقاء الائتلاف، وسنذهب إلى انتخابات جديدة”.
ويُعد هذا التصريح من أشد التهديدات العلنية التي يوجهها بن غفير إلى نتنياهو منذ بدء الحرب على غزة، إذ يواصل الوزير المتشدد الضغط على الحكومة لاعتماد خيارات عسكرية أكثر قسوة، ورفض أي تسوية أو اتفاق لوقف إطلاق النار ما لم يشمل تدمير القدرات العسكرية للحركة بشكل نهائي.
وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن التهديد الأخير يعكس تصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحاكم، خصوصًا بين جناح اليمين المتشدد الذي يقوده بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وبين الوزراء المقربين من نتنياهو الذين يدفعون نحو مقاربة أكثر توازنًا تجنب إسرائيل عزلة دولية متزايدة.
وأكد بن غفير أن “الحكومة لا يمكنها أن تتحدث عن نصر بينما لا يزال قادة حماس أحياء وتطلق الحركة الصواريخ”، معتبرًا أن أي اتفاق سياسي قبل تحقيق “النصر الكامل” هو “خيانة لدماء الجنود الذين سقطوا في المعارك”.
من جانبه، تجنّب نتنياهو الرد المباشر على تهديدات بن غفير، لكنه قال في اجتماع وزاري مقتضب إن “الحكومة ملتزمة بتحقيق النصر على حماس، لكن هذا الأمر يتطلب حكمة سياسية إلى جانب القوة العسكرية”، في إشارة واضحة إلى رغبته في تهدئة الخلاف دون تصعيد داخلي جديد.
ويرى محللون سياسيون أن تصريحات بن غفير تمثل محاولة للضغط على نتنياهو من أجل كسب نقاط سياسية أمام جمهور اليمين المتشدد، خاصة في ظل تراجع شعبيته بسبب طول أمد الحرب والخسائر البشرية والاقتصادية المتزايدة.
وأشار مراقبون إلى أن استمرار التوتر داخل الحكومة قد يؤدي إلى انهيار الائتلاف الحالي، ما يفتح الباب أمام انتخابات مبكرة في إسرائيل، وهو سيناريو تخشاه الأوساط السياسية نظرًا للوضع الأمني المعقد والتحديات الإقليمية المتصاعدة.
ويأتي هذا الجدل في وقت تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بسبب استمرار الحرب في غزة وارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، بينما لا تزال المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار تراوح مكانها وسط تعنت من الطرفين.


