كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة توترًا غير مسبوق بعد بث إعلان تلفزيوني أثار ضجة واسعة وأدى إلى تبادل اتهامات بين الجانبين، ما دفع المحللين إلى وصف ما حدث بأنه أكبر أزمة تجارية بين البلدين منذ سنوات.
وفقًا لتقارير إعلامية، الإعلان الذي بثته شركة كندية كبيرة على شاشات التلفزيون الأمريكية تضمن رسائل اعتُبرت مسيئة لمنتجات أمريكية محددة، وهو ما دفع شركات أمريكية ومسؤولين اقتصاديين إلى تقديم شكاوى رسمية، معتبرين أن الإعلان يضر بالسمعة التجارية الأمريكية ويدفع المستهلكين نحو المنتجات الكندية بشكل غير عادل.
من جانبه، رفض الجانب الكندي أي اتهامات بوجود نية للإضرار بالاقتصاد الأمريكي، مؤكدًا أن الهدف كان ترويج منتجات محلية ضمن حملة تسويقية مبتكرة، وأن التفسيرات المبالغ فيها من الجانب الأمريكي كانت السبب في تفاقم الأزمة.
الأزمة دفعت الحكومة الأمريكية إلى التهديد بفرض قيود جمركية على بعض الصادرات الكندية، فيما عقد المسؤولون في وزارة التجارة الكندية اجتماعات عاجلة لمحاولة احتواء الأزمة وتقديم تفسيرات توضيحية، مع التأكيد على حرص كندا على الحفاظ على علاقات تجارية متينة مع الجار الشمالي.
المحللون الاقتصاديون أشاروا إلى أن الأزمة تحمل تداعيات أكبر من مجرد التوتر الإعلامي، إذ قد تؤثر على اتفاقيات التبادل التجاري بين البلدين، خصوصًا في قطاعات الأغذية والمنتجات الزراعية، وهو ما سيترك أثرًا مباشرًا على المستهلكين في كلا البلدين.
كما بدأت وسائل الإعلام متابعة ردود أفعال الشركات الكبرى في الولايات المتحدة وكندا، وسط توقعات بأن تتصاعد الضغوط السياسية والاقتصادية خلال الأيام المقبلة، خاصة مع اقتراب المفاوضات السنوية بين وزراء التجارة في البلدين، والتي قد تكون نقطة حاسمة لتسوية الأزمة أو تفاقمها أكثر.
المراقبون حذروا من أن استمرار النزاع الإعلامي والتجاري قد يؤدي إلى إعادة تقييم الاستراتيجيات التسويقية للشركات الكندية في السوق الأمريكي، وفتح الباب أمام نزاعات تجارية أخرى إذا لم يتم التعامل مع الأزمة بحكمة ودبلوماسية عالية.


