كتب : يسرا عبدالعظيم
أردوغان: لن نصمت إزاء ما يحدث في الفاشر.. وعلى العالم الإسلامي تحمّل مسؤوليته
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، إن بلاده لن تقف موقف المتفرج إزاء ما وصفه بـ“المجازر” التي تُرتكب ضد المدنيين في مدينة الفاشر غرب السودان، مؤكداً أن ما يجري هناك “لا يمكن أن يقبله قلب غير متحجّر”.
وخلال كلمته في اجتماع رسمي بأنقرة، شدّد أردوغان على أن ما يحدث في الفاشر يتطلب موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي، لكن “المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الدول الإسلامية”، داعياً إياها للتحرك العاجل و**“حل مشاكلنا بأيدينا بدلاً من انتظار تدخل الآخرين”**.
أبرز تصريحات الرئيس التركي:
“لن نصمت أمام الجرائم في الفاشر، ولا يمكن لإنسان يملك قلباً أن يقبل بها.”
“المسؤولية الكبرى في وقف نزيف الدم في السودان تقع على الأمة الإسلامية، وليس على القوى الغربية فقط.”
“علينا أن نتحرك لحماية وحدة السودان وسيادته واستقلاله.”
“تركيا ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود التنمية والاستقرار في السودان.”
تركيا وموقفها من الأزمة السودانية
أكّد أردوغان أن أنقرة تعتبر السودان دولة شقيقة ذات روابط تاريخية وثقافية عميقة مع تركيا.
و شدّد على أن وحدة الأراضي السودانية خط أحمر، محذّرًا من مخاطر تقسيم البلاد أو جرّها نحو الفوضى الشاملة.
كما أشار إلى أن الحكومة التركية تواصل إرسال مساعدات طبية وغذائية إلى المتضررين، ومن ضمنهم النازحون في دارفور ومناطق الصراع.
خلفية: لماذا الفاشر تحديدًا؟
تأتي تصريحات أردوغان في ظل تقارير متزايدة عن تصاعد أعمال العنف في مدينة الفاشر، إحدى أبرز مدن إقليم دارفور، وسط مخاوف أممية من كارثة إنسانية وعمليات انتهاك واسعة بحق المدنيين.
وتعد الفاشر آخر المدن الكبرى التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني في الإقليم، ما يجعلها مركزًا للصراع وتنافس القوى المسلحة.
هل تتحرك منظمة التعاون الإسلامي؟
دعوة أردوغان تُعد بمثابة رسالة مباشرة إلى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ دور أكثر فاعلية، سواء عبر:
إرسال مساعدات إنسانية عاجلة،
أو رعاية وساطة سياسية،
أو دعم بعثة لحفظ السلام.
بهذا الموقف، يضع الرئيس التركي الملف السوداني، وتحديدًا مأساة الفاشر، في واجهة الاهتمام الدولي، مع تأكيده أن الصمت لم يعد خيارًا، وأن تحرّك العالم الإسلامي هو اختبار حقيقي لوحدة موقفه وإنسانيته.


