كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
بيروت – العرب نيوز
كشفت مصادر دبلوماسية لبنانية مطّلعة، اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة وجهت تحذيرًا جديًا إلى الحكومة اللبنانية بشأن ما وصفته بـ”التردد المتزايد” في التعامل مع ملف سلاح حزب الله، معتبرة أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى تحرك إسرائيلي واسع داخل الأراضي اللبنانية، إذا ما شعرت تل أبيب بأن الخطر من الحزب بات يتجاوز حدود الردع التقليدي.
ووفقًا لتقارير نقلتها وسائل إعلام أميركية ولبنانية، فإن التحذير جاء خلال لقاءات مغلقة بين مسؤولين في الخارجية الأميركية ونظرائهم اللبنانيين في واشنطن وبيروت، حيث شددت الإدارة الأميركية على ضرورة أن تتخذ الحكومة اللبنانية خطوات “ملموسة وجادة” نحو إعادة ضبط الوضع الأمني جنوب البلاد وتنفيذ القرار الدولي رقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن عقب حرب 2006، والذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.
المصادر أكدت أن واشنطن أبلغت بيروت بأن استمرار تصاعد التوترات على الحدود الجنوبية، وتكرار المناوشات بين مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي، يهددان بإشعال مواجهة شاملة قد تتطور إلى حرب مفتوحة، لن تكون في مصلحة لبنان أو المنطقة.
وأشار مسؤول أميركي رفيع – لم تُكشف هويته – إلى أن بلاده “لا ترغب في اندلاع صراع جديد في لبنان”، لكنها “لن تكون قادرة على كبح إسرائيل إلى الأبد” في حال استمرت الهجمات الصاروخية عبر الحدود. وأضاف أن على الحكومة اللبنانية “تحمّل مسؤولياتها السيادية كاملة” والعمل على فرض سلطتها على كامل أراضيها.
من جهتها، نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر مقربة من رئاسة الحكومة قولها إن بيروت تتعامل مع التحذير الأميركي بـ”حذر بالغ”، معتبرة أن أي خطوة في ملف سلاح حزب الله يجب أن تتم عبر حوار داخلي لبناني يراعي توازنات القوى السياسية والطائفية الحساسة، وليس تحت الضغط الخارجي أو التهديد العسكري.
كما أكدت هذه المصادر أن الحكومة تسعى إلى تجنب التصعيد مع الحزب في الوقت الراهن، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان، والخشية من أن يؤدي أي انفجار أمني إلى انهيار ما تبقى من مؤسسات الدولة، مشيرة إلى أن “الاستقرار الداخلي أولوية قصوى”.
في المقابل، علّقت مصادر قريبة من حزب الله على التحذير الأميركي بوصفه “ابتزازًا سياسيًا” هدفه إضعاف المقاومة في وجه إسرائيل، مؤكدة أن الحزب “لن يتخلى عن سلاحه تحت أي ظرف” وأن هذا السلاح هو “الضمانة الوحيدة لحماية لبنان من أي عدوان محتمل”.
ويرى مراقبون أن التحذير الأميركي الأخير يأتي في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بين إسرائيل وإيران، حيث تخشى واشنطن من أن يتحول لبنان إلى ساحة مواجهة جديدة بين الطرفين، خصوصًا مع تنامي نشاط الحزب في الجنوب والتهديدات الإسرائيلية المتكررة بشن عمليات محدودة “لإبعاد الخطر عن الحدود”.
يُذكر أن الحدود اللبنانية – الإسرائيلية تشهد منذ أسابيع تبادلاً متقطعًا للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وسط تحركات دولية حثيثة لاحتواء الموقف، بينما تؤكد الأمم المتحدة أن تنفيذ القرار 1701 بات أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.


