كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
فلسطين | العرب نيوز
في صراع استمر لأشهر، برزت عدة محطات حاسمة داخل الميدان العسكري والسياسي، حولت الحرب في غزة من مواجهات عنيفة إلى طاولة تفاوض ودبلوماسية. إليك أبرزها:
مقتــل زعيم حماس “يحيى السنوار” نقطة تحول
في ضربة دقيقة وبارزة، أعلنت إسرائيل مقتل يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، الأمر الذي شكّل صدمة داخل المؤسسة القيادية للمقاومة. وُصف هذا الحدث بأنه يمثل نقطة تحول دراماتيكية في مسار الحرب، إذ أوقف عشية مفاوضات كبيرة بين الأطراف.
التحليلات أشارت إلى أن هذا الفقدان قد أضعف قدرة المفاوضات الداخلية ضمن الفصائل، في وقت تسعى فيه الأطراف الخارجية إلى استثمار الفراغ القيادي للتسريع في مسارات السلام.
إطلاق النار ووقف العمليات: انزياح من الاشتباك إلى التهدئة
في ظل ضغط دولي متصاعد، نجحت الجهود الدبلوماسية في إدخال اتفاق أولي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقد مثّل هذا الانتقال من القصف المكثف إلى التهدئة انقلابًا في وتيرة الصراع، إذ بدأت مفاوضات جدية حول تبادل الأسرى والمساعدات الإنسانية.
مع بداية التطبيق، تدفّقت مئات الشاحنات تحمل الإغاثة إلى غزة، وشرع بعض السكان في العودة إلى مناطقهم، ما أضاف بُعدًا إنسانيًا للتغيير الحاصل.
الدور الأميركي والأطراف الإقليمية: ضمان لتنفيذ الاتفاقات
بدعمٍ لافت من الإدارة الأمريكية، تولّى الرئيس دونالد ترامب دور الوسيط الرئيسي في صياغة خطة تتضمّن خطوات مرحلية لإعادة بناء غزة واستعادة الأسرى. وقد لعبت الدول العربية دورًا محوريًا في الضغط على الأطراف لضمان الالتزام.
وقد تم الاتفاق على إشراك مراقبين دوليين، وإشراف أممي على تنفيذ الآلية، لضمان عدم انزلاق الوضع نحو استئناف القتال.
الاحتجاجات والتعبير الشعبي: من الشارع إلى التأثير السياسي
في إسرائيل، خرجت مظاهرات تطالب بإنهاء الحرب وإعادة المختطفين، خاصة في ظل التضحيات الكبيرة التي تكبدتها الدولة. بعض السكان الإسرائيليين عبّروا عن تذمّر من استمرار النزيف واستنزاف القدرات.
وفي غزة، تحوّل الضغط الشعبي على الفصائل إلى دعم للمفاوضات، بعد أن رأى المواطنون أن استمرار التدمير لا يؤتّي ثمارًا، بل يزيد الأوضاع سوءًا.
دمار واسع وتحدّي إعادة الإعمار: الانتقال من الحرب إلى البناء
خلال العمليات الجوية والبرية، تضرّر أكثر من 78٪ من المباني في قطاع غزة، حسب تقارير دولية، مع تأثيرات بيئية كبيرة وأضرار في البنى التحتية.
الآن، أصبح ملف الترميم وإعادة البناء محورًا رئيسيًا في المفاوضات، حيث يُنظر إليه كاختبار لمدى التزام الأطراف بالتعهدات المستقبلية.
هذه المحطات ليست مجرد تقارير ميدانية، بل قصة تحوّل شامل: من القصف إلى الجلوس، من الخراب إلى الأمل، من الصمت إلى الضغط الشعبي — فما يبقّى أن تُترجَم ال
أتفاقات على الأرض، وتُوقَف الأمور عند مرحلة الكلام.


