كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
طرابلس – العرب نيوز
بعد مرور أربعة عشر عاماً على مقتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، تتصاعد في ليبيا الأصوات المطالبة بتحقيق العدالة والقصاص من المسؤولين عن مقتله، في وقت لا تزال فيه البلاد تواجه صراعات سياسية وأمنية متشابكة.
يأتي هذا التحرك الشعبي في ظل ذكرى الإطاحة بالقذافي عام 2011، والتي شكلت بداية مرحلة جديدة في تاريخ ليبيا، لكنها أيضاً فتحت الباب أمام سنوات من الانقسامات الداخلية والصراعات المسلحة بين الميليشيات المختلفة والحكومات المتعاقبة. ويرى كثير من الليبيين أن العدالة لم تتحقق بعد، وأن المسؤولين عن اغتيال القذافي لم يُحاسبوا بالشكل المطلوب.
وشهدت بعض المدن الليبية مؤخراً تنظيم فعاليات ومظاهرات شعبية للمطالبة بمحاكمة قتلة القذافي، في محاولة لإبقاء ملف القصاص حيّاً على الساحة السياسية. ويؤكد ناشطون حقوقيون أن تحقيق العدالة في هذا الملف يمثل اختباراً حقيقياً للمؤسسات القضائية الليبية، وقد يساهم في تعزيز الثقة بين المواطنين والدولة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه المطالبات تأتي في وقت يحاول فيه بعض التيارات السياسية استخدام ملف القذافي في سياق تصعيد الصراعات السياسية، بينما يعتبر آخرون أن العودة إلى هذا الملف فرصة لمراجعة تاريخ ليبيا الحديث وتسوية بعض الملفات المعلقة التي تؤثر على الاستقرار الوطني.
ومع مرور الزمن، يظل ملف اغتيال القذافي أحد أكثر القضايا جدلاً في ليبيا، حيث تتداخل بينه عوامل سياسية، قانونية، واجتماعية، فيما يستمر المواطنون في البحث عن حقيقة العدالة المنشودة، والقصاص الذي يراه كثيرون حقاً تاريخياً لا بد أن يتحقق.


