كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
لبنان … العرب نيوز
في تطور لافت، أعلن مصرف لبنان وتقديرات مؤسسات مالية دولية أن البلاد تتجه نحو تسجيل أعلى معدل نمو اقتصادي منذ 14 عامًا، مدفوعة بزيادة في التحويلات الخارجية، وتحسن نسبي في القطاعات السياحية والخدمية، وارتفاع النشاط التجاري مع بداية عام 2025.
مؤشرات إيجابية بعد سنوات من الانكماش
وبحسب التقارير، فإن النمو المتوقع قد يتجاوز 4% هذا العام، وهو ما يعد قفزة نوعية بعد سنوات من الانكماش الحاد الذي بدأ منذ أزمة 2019.
ويعود هذا التحسن إلى عدة عوامل، أبرزها ارتفاع حجم السياحة الوافدة خلال الصيف الماضي، وتزايد حجم التحويلات المالية من المغتربين اللبنانيين، التي بلغت أكثر من 7 مليارات دولار، ما ساهم في تحريك السوق المحلية وتعزيز احتياطيات النقد الأجنبي.
دعوات عاجلة للإصلاح
رغم التفاؤل النسبي، حذرت البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من أن استمرار النمو يتطلب تنفيذ إصلاحات هيكلية عاجلة، تشمل إعادة هيكلة القطاع المصرفي، وضبط المالية العامة، وتحسين بيئة الاستثمار.
وأكدت التقارير أن أي تأخير في الإصلاحات قد يهدد هذا الزخم الاقتصادي، ويعيد البلاد إلى دائرة الركود مجددًا.
تفاؤل مشوب بالحذر
من جانبه، قال وزير الاقتصاد اللبناني إن الحكومة تعمل على “خطة اقتصادية وطنية متكاملة” تهدف إلى استعادة الثقة الدولية، مشيرًا إلى أن لبنان أمام “فرصة تاريخية للخروج من أزمته”، إذا تم الالتزام بالإصلاحات المطلوبة.
وفي المقابل، يرى خبراء اقتصاديون أن تحقيق نمو حقيقي ومستدام يتطلب معالجة جذرية لأزمة الكهرباء، وضبط سعر الصرف، واستعادة الثقة في النظام المصرفي، وهي تحديات لا تزال قائمة رغم التحسن النسبي في بعض المؤشرات.
أمل في عودة الاستقرار
وتسود أجواء من الأمل بين اللبنانيين بعودة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، خاصة بعد تحسن نسبي في الخدمات الأساسية، وانتعاش الأسواق التجارية خلال الأشهر الماضية.
ويؤكد محللون أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان لبنان قادرًا على تحويل هذا التحسن المؤقت إلى نمو دائم يعيد الثقة بقدرته على التعافي من أزماته المتراكمة.


