كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
شهدت منطقة البحر الكاريبي واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث بعد أن ضربها إعصار “ميليسا” بقوة مدمّرة، مخلفًا دمارًا واسعًا في عدد من الدول أبرزها جامايكا وهايتي وكوبا، وسط تحذيرات من منظمات إنسانية من تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية، خاصة بين الأطفال.
ووفقًا لتقارير ميدانية صادرة عن هيئات الإغاثة، تسبب الإعصار في تضرر أكثر من 700 ألف طفل نتيجة الفيضانات والانهيارات الأرضية التي اجتاحت المناطق السكنية، إضافة إلى انهيار آلاف المنازل وتدمير شبكات المياه والكهرباء، ما جعل مئات العائلات بلا مأوى أو مصادر أساسية للغذاء والدواء.
وتشير التقديرات إلى أن الإعصار، الذي بلغت سرعته نحو 290 كيلومترًا في الساعة، اجتاح أجزاءً واسعة من الساحل الكاريبي مخلفًا خسائر فادحة في البنية التحتية، حيث انهارت الجسور والطرق، وتضررت المدارس والمستشفيات في أكثر من خمس مدن رئيسية.
وفي بيان عاجل، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من “كارثة إنسانية متصاعدة” تهدد الأطفال والعائلات المتضررة، داعية إلى توفير مساعدات عاجلة تشمل الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الطبية، خاصة في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها بسبب الدمار.
من جانبها، أكدت السلطات في جامايكا أن فرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث وسط ظروف صعبة بسبب الانقطاع الكامل للاتصالات في بعض المناطق، بينما تم إجلاء أكثر من مليون شخص من المناطق الساحلية تحسبًا لموجات فيضانية جديدة.
وفي هايتي، ألحقت الأمطار الغزيرة والانزلاقات الأرضية أضرارًا بالغة بالمجتمعات المحلية، حيث أُعلنت حالة الطوارئ في معظم المناطق الجبلية التي شهدت دمارًا شبه كامل في المنازل والمدارس.
أما في كوبا، فقد باشرت فرق الطوارئ عمليات إجلاء واسعة وإعادة فتح الطرق، في حين تم إرسال مساعدات عاجلة من دول مجاورة لدعم جهود الإغاثة.
ويرى خبراء الأرصاد أن إعصار “ميليسا” يعكس تصاعد حدة الظواهر المناخية الناتجة عن التغير المناخي العالمي، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات حرارة المحيطات كان العامل الأبرز في تضخيم قوته وسرعته.
ويُتوقع أن تستغرق جهود إعادة الإعمار في المنطقة عدة أشهر وربما سنوات، بينما تحذر المنظمات الإنسانية من تفاقم الأوضاع الصحية جراء نقص الإمدادات الطبية وازدياد مخاطر تفشي الأمراض بين النازحين.
وفي ظل هذه الأزمة، يتواصل تضامن المجتمع الدولي لإرسال المساعدات والفرق الطبية والإنسانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا الإعصار الذي ترك وراءه دمارًا شاملاً ومعاناة إنسانية هائلة.


