كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
ذكرى فايزة أحمد.. أسرار الحب والفن مع محمد سلطان وإرث لا يتكرر
تحل اليوم ذكرى وفاة المطربة الكبيرة فايزة أحمد، واحدة من أعذب الأصوات في تاريخ الغناء العربي، التي ارتبط اسمها بمجموعة من الأعمال الخالدة مثل “ست الحبايب” و*”يا غالي عليا”*. وفي هذه المناسبة، كشف الموسيقار محمد سلطان، زوجها السابق، تفاصيل خاصة عن بداية تعارفه بها والدور الذي لعبه الموسيقار الكبير فريد الأطرش في جمعهما.
سلطان أكد أن اللقاء الأول لم يكن صدفة عابرة، بل جاء خلال جلسة فنية كان يحضرها فريد الأطرش، الذي قدّمه لفايزة قائلاً: “هذا شاب موهوب سيكون له شأن كبير.” ومن هنا بدأ حوار جمع بين فنانين قدّرهما القدر ليكونا شركاء في الفن والحياة.
وأضاف سلطان أن شخصية فايزة أحمد كانت مزيجاً من القوة والنعومة، فهي فنانة عاشقة لفنها، لكنها في الوقت نفسه إنسانة مرهفة المشاعر، وهو ما جعله يقترب منها أكثر فأكثر حتى تكلل الأمر بزواج أثمر عن تعاون فني غني بالألحان والأغاني الخالدة.
محطات في حياة فايزة أحمد
ولدت فايزة أحمد عام 1934 في صيدا بلبنان، ونشأت بين سوريا ومصر قبل أن تستقر نهائياً في القاهرة.
تميزت بصوتها العاطفي الحساس الذي حمل بصمة خاصة وسط جيل عمالقة مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة الجزائرية.
تعاونت مع كبار الملحنين في عصرها مثل محمد الموجي، بليغ حمدي، محمد سلطان، وفريد الأطرش.
أغنيتها الأشهر “ست الحبايب” أصبحت أيقونة خالدة في احتفالات عيد الأم حتى يومنا هذا.
رحيل لا يُنسى
رحلت فايزة أحمد في 21 سبتمبر 1983 بعد صراع مع المرض، تاركة وراءها إرثاً فنياً ضخماً تجاوز 300 أغنية، وعدداً من الأعمال السينمائية التي أثبتت حضورها كممثلة أيضاً.
كلمات محمد سلطان عنها
في حديثه بمناسبة الذكرى، أكد سلطان أن فايزة كانت “امرأة لا تتكرر”، قائلاً: “صوتها كان يحمل شجن الشرق وروح المرأة العربية، لم تكن مجرد مطربة بل كانت حالة فنية كاملة.” وأضاف أنه رغم رحيلها منذ أكثر من 40 عاماً، فإن حضورها لا يزال حاضراً في وجدان عشاق الطرب العربي الأصيل.
أشهر الدويتوهات الفنية لفايزة أحمد
لم تكتفِ فايزة أحمد بالأغاني الفردية، بل قدّمت أيضاً عدة دويتوهات ناجحة، أبرزها مع الموسيقار محمد سلطان الذي لحّن لها مجموعة كبيرة من الأعمال الرومانسية التي عكست عمق العلاقة بينهما. وكانت هذه الأغاني شاهداً على انسجام فني وإنساني نادر.
فايزة أحمد والسينما
رغم أن الغناء كان مجالها الأوسع، إلا أن فايزة أحمد خاضت تجربة التمثيل وشاركت في عدة أفلام مصرية، منها “المليونير الفقير” و*”ليالي الحب”* و*”تمر حنة”*. وقدمت في هذه الأفلام مزيجاً بين الغناء والتمثيل، مما أضفى قيمة خاصة لأعمالها السينمائية.
فن لا يشيخ مع الزمن
جيل الشباب اليوم قد لا يكون عاصر فايزة أحمد في أوج شهرتها، لكن أغانيها ما زالت تُسمع وتُبث في المحطات الإذاعية والقنوات الفضائية. ويمثل صوتها جسراً يربط بين جيل الطرب الأصيل والأجيال الحديثة الباحثة عن الفن الراقي.
إرثها الفني والإنساني
تركت فايزة أحمد إرثاً يخلدها كواحدة من أعمدة الغناء العربي، حيث يُنظر إليها اليوم باعتبارها “صوت الأمومة والحنان”، وفي الوقت نفسه رمزاً للفن العاطفي العميق. ويرى النقاد أن أغانيها لم تفقد بريقها، بل ازدادت قيمة مع مرور السنين، لأنها تحمل روحاً صادقة وأداءً مليئاً بالشجن.
عدد المشاهدات: 0


