كتب : مايا ابراهيم
جورج حرّان… الحضور الهادئ والروح الجميلة العفوية
في المشهد الدرامي اللبناني، يبرز اسم جورج حرّان كأحد الممثلين الذين تركوا حضورًا لافتًا على الشاشة من خلال مشاركات عديدة في أعمال تلفزيونية متنوعة. لم يسعَ يومًا إلى تصدّر المشهد أو مطاردة الأضواء، بل اختار أن يقدّم أدوارًا متنوّعة ، ليصبح وجهًا مألوفًا ومحبّبًا لدى الجمهور.
يمتلك جورج حرّان ما يتجاوز الموهبة التمثيلية، إذ يتمتّع بـ روح جميلة وعفوية تضيف إلى حضوره نكهة خاصة. هذه الروح المرحة واللطيفة جعلته قريبًا من زملائه في الوسط الفني، ومحبوبًا من المشاهدين الذين يلمسون صدقه وعفويته حتى من خلف الشاشة. إنّها خفّة الظلّ الطبيعية التي لا تُصطنع، بل تنبع من شخصيته نفسها، فتجعل ظهوره مريحًا ومبهجًا في آن.
من الناحية العائلية، يُعرف أنّ الفنّان القدير فيليب عقيقي خال جورج حرّان، ما وضعه في بيئة فنية منذ صغره، وأتاح له فرصة التعلم والنمو بين أهل الفن، واستلهام الخبرة من شخصية مخضرمة في الوسط الفني.
شارك جورج حرّان في ما يقارب 96 مسلسلًا، منها أعمال كلاسيكية ومحبوبة على مرّ السنين، مثل: المعلّمة والأستاذ، كابتن بوب، بالقلب، كيد النسا، ذهاب وعودة، بناية هبّ الريح، غنّوجة بيّا، الهيبة ، التحدّي، اخترب الحيّ، . كما تصدّر مسلسل البركة ضجّة كبيرة ولاقى اهتمامًا واسعًا لدى الجمهور. خلال مسيرته، شارك مع كبار نجوم الزمن الجميل مثل: إبراهيم مرعشلي، إيلي صنيفر، ميشال تابت، ليلى كرم، وليلى حكيم، حيث أظهر حضورًا محبّبًا .
ولا يقتصر حضور جورج حرّان على الشاشة فحسب، بل يمتدّ إلى وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تتميز صفحته على فيسبوك بالمرح والعفوية، وبمحتوى يبعث البسمة على وجوه متابعيه. ينتظر الناس كل منشور جديد بشغف، ليضحكوا معه، كأنّه يقدّم لهم جرعة يومية من الخفّة والبهجة.
يبقى جورج حرّان نموذجًا للفنان الذي جمع بين الالتزام المهني والجانب الإنساني، وبين الأداء البسيط السلس وروحه المرحة المحبّبة. وفي زمن يفتقد فيه الناس إلى البساطة والدفء، يطلّ حضوره كنسمة صافية تعيد إلى الدراما بعضًا من معناها الإنساني الجميل.


