كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
بوغوتا – العرب نيوز
مع استمرار إدارة الولايات المتحدة سياساتها الصارمة لمكافحة المخدرات في أميركا اللاتينية، تتسع الخلافات مع الحكومة الكولومبية، بعد أن أثرت ملفات أخرى مثل الأزمة الفنزويلية على العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتأتي هذه الخلافات في وقت تواجه فيه كولومبيا ضغوطاً متزايدة من واشنطن للسيطرة على إنتاج الكوكايين وتجارة المخدرات، التي تُعدّ من أكبر التحديات الأمنية والاقتصادية في البلاد. وقد أعرب مسؤولون كولومبيون عن انزعاجهم من الإجراءات الأميركية، واصفين بعض السياسات بأنها قد تُفاقم التوتر الداخلي وتؤثر سلباً على جهود السلام والتنمية في مناطق الإنتاج الرئيسية.
وتشير تقارير دبلوماسية إلى أن واشنطن تركز بشكل كبير على تكثيف العمليات العسكرية والاستخباراتية ضد مهربي المخدرات، مع تقديم دعم مالي وتقني للحكومة الكولومبية. لكن هذه السياسات، بحسب محللين، غالباً ما تؤدي إلى توترات سياسية واجتماعية، خاصة مع المجتمع المدني الذي يرى أن التركيز على الإجراءات الأمنية فقط دون معالجة الأسباب الجذرية للإنتاج يجعل الأزمة مستمرة.
ويأتي ذلك بعد فترة من التعاون الوثيق بين البلدين لمواجهة النفوذ الفنزويلي على الحدود، حيث اتهمت واشنطن الحكومة الفنزويلية بدعم شبكات تهريب المخدرات والتهديد لاستقرار المنطقة. إلا أن هذه التركيزات المتعددة على ملفات مختلفة تُحدث ضغطاً على الحكومة الكولومبية، وتفتح باب الخلافات حول أفضل السبل للتعامل مع التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة.
ويؤكد مراقبون أن الصدام بين واشنطن وبوجوتا قد يكون له آثار بعيدة المدى على العلاقات الاستراتيجية، وقد يدفع كولومبيا للبحث عن توازن بين دعم الشراكة مع الولايات المتحدة والحفاظ على سيادتها ومصالحها الوطنية، في وقت تُظهر فيه الأحداث الأخيرة أن إدارة الحرب على المخدرات تحتاج إلى نهج أكثر شمولية وتعاوناً إقليمياً لضمان النجاح والاستقرار.


