كتب : يسرا عبدالعظيم
تحليق مسيّرات إسرائيلية على علو منخفض فوق بيروت مما يثير قلق المدنيين
شهدت العاصمة اللبنانية بيروت وضواحيها طائرات مسيّرة إسرائيلية تحلّق على علو منخفض، وفق ما أفادت به وسائل إعلام لبنانية ونشرات محلية. هذا النشاط أثار قلق المواطنين والمراقبين، خصوصًا في ظل التوترات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله، وسعي تل أبيب لتعزيز السيطرة الجوية والمراقبة الاستخبارية.
أفاد موقع MTV اللبناني أن مسيّرات استطلاع إسرائيلية تحلّقت فوق بيروت وضواحيها على علو منخفض منذ ساعات الصباح المبكرة.
وأكدت وكالات الأنباء أن ذلك تزامن مع تحليق مكثف فوق الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وأحياء المتن، في محاولات يُعتقد أنها استطلاعية بحتة.
كما أفادت مصادر في لبنان بأن هذا النوع من التحليق ليس حادثًا مفردًا، بل يتكرر ضمن نشاط جوي إسرائيلي موسّع على كامل الأجواء اللبنانية، خاصة الجنوب وبيروت.
في محافظة النبطية، جنوب لبنان، لوحظ أيضًا تحليق مسيّرات على علو منخفض في ساعات الفجر.
حتى الآن، لم ترد تقارير رسمية عن استهداف مباشر أو أضرار مادية نتيجة لهذه الطلعات، مما يدل على أنها ربما تهدف إلى الرصد والمراقبة وليس الضرب المباشر.
الأهداف المحتملة وراء التحليق
تجديد بنك الأهداف الاستخبارية
يُعتقد أن إسرائيل تستفيد من هذه الرحلات لتجديد خرائط الأهداف المحتملة في لبنان، خاصة في ضوء التوتر مع حزب الله والمبادرات العسكرية المحتملة.
الضغط النفسي على السكان والسلطات
تحليق الطائرات على علو منخفض يرسل رسالة سيطرة في الأجواء ويزيد من حالة التوتر بين المدنيين والحكومة اللبنانية.
تأكيد القدرة الجوية المستمرة
من خلال إبراز القدرة على التواجد الجوي حتى في مناطق العاصمة، تسعى إسرائيل لتأكيد أنها تسيطر على المجال الجوي اللبناني، بغض النظر عن الاتفاقات أو التهدئة.
تقصّي إمكانات المراقبة الإلكترونية
هذه الطلعات قد تُستخدم لجمع صور ومعلومات استخباراتية لحركة القوات اللبنانية وحزب الله، ورصد البنى التحتية والطرقات الحيوية.
السياق الإقليمي وأثرها على السلام
منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024، لم تتوقف الانتهاكات الجوية والتحليق الاستفزازي. كما أن سقوط طائرة مسيّرة داخل مقر قوة الأمم المتحدة (يونيفيل) في الناقورة، جنوبي لبنان، أثار جدلاً بشأن التزام الاتفاقيات الجوية والقرارات الدولية.
نشاط المسيرات الإسرائيلية في لبنان يُنظر إليه من قبل مراقبين على أنه جزء من استراتيجية إسرائيل لفرض التهديد المتواصل وكأنها تحافظ على “خيار عسكري موازن” ضد حزب الله.
تحليق المسيرات الإسرائيلية على علو منخفض فوق بيروت وضواحيها ليس حدثًا جديدًا فحسب، بل مؤشر لمرحلة استخبارية وضغوط متواصلة في الأجواء اللبنانية.
ما لم تُقدم الحكومة اللبنانية أو الأطراف الدولية رداً فعّالًا أو موقفًا دبلوماسيًا يُحبط هذه الممارسات، فإن مثل هذه الطلعات ستبقى تهديدًا يوميًّا لسيادة لبنان وسلامة المدنيين.


