كتب : يسرا عبدالعظيم
اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون: إنقاذ الغلاف الواقي للأرض
يُحيي العالم في 16 سبتمبر من كل عام “اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون”، وهو مناسبة دولية أقرتها الأمم المتحدة عام 1994 إحياءً لذكرى توقيع بروتوكول مونتريال عام 1987، الذي يُعد أحد أنجح الاتفاقيات البيئية في التاريخ. يهدف هذا اليوم إلى رفع الوعي بأهمية الأوزون، الذي يُمثل درع الأرض الطبيعي ضد الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
ما هي طبقة الأوزون؟
طبقة الأوزون تقع في الجزء السفلي من الغلاف الجوي (الستراتوسفير)، على ارتفاع يتراوح بين 15 و35 كيلومترًا فوق سطح الأرض. وتعمل بمثابة “درع واقٍ” يحمي الكائنات الحية من الأشعة فوق البنفسجية، التي قد تسبب:
زيادة معدلات الإصابة بسرطان الجلد.
إضعاف جهاز المناعة.
أضرار بالغة للمحاصيل الزراعية والنظم البيئية البحرية.
بروتوكول مونتريال: قصة نجاح عالمية
أدرك العالم منذ الثمانينيات خطورة المواد الكيميائية المستنزفة للأوزون، خاصة مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs) المستخدمة في المبردات وعلب الرش. وبفضل بروتوكول مونتريال، التزمت معظم الدول بخفض استخدام هذه المواد تدريجيًا، ما أدى إلى تعافٍ ملحوظ في طبقة الأوزون. وتشير التقديرات العلمية إلى أن الطبقة قد تعود إلى مستوياتها الطبيعية بحلول منتصف القرن الحالي إذا استمرت الجهود العالمية.
شعار 2025: “حماية الأوزون، حماية المناخ”
يحمل إحياء هذا العام رسالة مزدوجة، فحماية الأوزون ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتصدي لتغير المناخ. إذ أن الكثير من المواد البديلة لمركبات الكلوروفلوروكربون تُعتبر أيضًا غازات دفيئة، ما يجعل إدارة استخدامها ضرورة بيئية ومناخية في آن واحد.
جهود دولية ومحلية
دوليًا: تواصل الأمم المتحدة وبرنامجها البيئي مراقبة تنفيذ التزامات بروتوكول مونتريال.
محليًا: تحتفل الدول عبر حملات توعية، ندوات علمية، ومشروعات بيئية تهدف إلى ترشيد استهلاك الطاقة والتوسع في بدائل صديقة للبيئة.
اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون ليس مجرد ذكرى، بل هو دعوة متجددة للتعاون الدولي والتفكير في مستقبل الكوكب. نجاح بروتوكول مونتريال يُثبت أن التضامن العالمي قادر على معالجة التحديات البيئية الكبرى، وحماية الأجيال القادمة من أخطار تهدد حياتهم.


