كتب : يسرا عبدالعظيم
العراق : اغتيال إمام وخطيب في الدورة على يد مجموعة سلفية.. وتهديد جديد للسلم المجتمعي
شهدت العاصمة العراقية بغداد جريمة مروعةاليوم عقب صلاة الجمعة ، حيث أقدمت مجموعة مسلحة “سلفية” على اغتيال إمام وخطيب أحد الجوامع في منطقة الدورة، جنوبي العاصمة، وذلك على خلفية اعتراضهم على توجهاته الفكرية والدينية.
ووفقاً لمصادر أمنية، فإن المسلحين ترصدوا الضحية أثناء خروجه من المسجد بعد أداء صلاة العشاء، قبل أن يفتحوا النار عليه ويردوه قتيلاً على الفور، ولاذوا بالفرار. وتمكنت القوات الأمنية من تطويق مكان الحادث وفتح تحقيق عاجل لتحديد هوية المنفذين وتعقبهم.
تشير المعلومات الأولية إلى أن دوافع الجريمة مرتبطة بخلافات فكرية ومذهبية، حيث كان الإمام الراحل قد عُرف بخطاب وسطي يدعو للتعايش ونبذ التطرف، وهو ما أثار حفيظة بعض الجماعات المتشددة التي تتبنى خطاباً أكثر تشدداً.
أثارت الحادثة صدمة واسعة في الأوساط الدينية والشعبية، حيث نددت الأوقاف السنية والمرجعيات الدينية بمقتل الإمام، معتبرة أن الجريمة تستهدف السلم الأهلي وتضرب استقرار المجتمع العراقي في الصميم.
كما شددت وزارة الداخلية على أن “استهداف الرموز الدينية يمثل محاولة لإعادة العراق إلى دوامة الفوضى الطائفية”، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون في ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.
ويرى مراقبون أن الحادثة تحمل مؤشرات خطيرة على عودة أسلوب الاغتيالات السياسية والدينية الذي عانى منه العراق خلال سنوات العنف الطائفي، ما يستدعي إجراءات عاجلة لحماية رجال الدين والمؤسسات الدينية من محاولات الاستهداف الممنهج.


