كتب : يسرا عبدالعظيم
الصين تطلق مهمة “Shenzhou‑21” إلى محطة الفضاء Tiangon
أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الصينية عن إطلاق مهمة فضائية مأهولة جديدة تحت اسم «Shenzhou‑21» إلى محطة الفضاء Tiangong، في إنجاز جديد ضمن برنامج الصين للفضاء البشري.
تفاصيل الإطلاق
انطلقت المركبة Shenzhou‑21 مساء اليوم، 31 أكتوبر 2025، من مركز الإطلاق الفضائي في مدينة جيوتشوانغ بشمال غرب الصين، بواسطة صاروخ من نوع Long March 2F.
تحمل المهمة ثلاثة رواد فضاء هم: Zhang Lu (قائد المهمة)، بالإضافة إلى Wu Fei وZhang Hongzhang، حيث يُعد Wu Fei أصغر رائد فضاء صيني يُشارك في مهمة مأهولة حتى الآن.
المهمة مقرّرة بأن تستمر حوالي ستة أشهر، خلال هذه الفترة سيقوم الطاقم بمجموعة من التجارب العلمية وتبادل المهام مع الطاقم الموجود حالياً في محطة .
الأهداف والأهمية
تأتي هذه المهمة في إطار ترسيخ الوجود البشري الدائم لمحطة Tiangong التي دخلت مرحلة التشغيل الكامل عام 2022، مما يجعل الصين لاعباً رئيسياً في الفضاء القريب من الأرض.
من بين التجارب المخطط تنفيذها إرسال أربعة فئران إلى المدار للمرة الأولى لدى الصين، لدراسة تأثير انعدام الجاذبية والبيئة الفضائية على الحيوانات، وهي خطوة نحو تطبيق تجارب بيولوجية أوسع.
تمّ إطلاق المهمة أيضاً في سياق طموحات الصين في استكشاف القمر، حيث أعلنت مؤخراً أنها تسابق الزمن لتحقيق أول هبوط بشري على القمر بحلول نهاية العقد الحالي.
الدلالة الاستراتيجية
يمثل هذا الإطلاق رسالة قوية للتقدم التكنولوجي والعلمي للصين، ويعكس قدرة متزايدة على تطوير الفضاء المأهول بطريقة مستقلة، في ظل استبعادها من محطة الفضاء الدولية (ISS) وحرصها على بناء منظومة فضائية وطنية.
كذلك، تشكل مهمة Shenzhou‑21 خطوة نحو التوسع المستقبلي في المحطة، وربما التعاون التجاري أو الدولي مستقبلاً، ما يعزز المكانة الصينية في “سباق الفضاء” العالمي.
بإطلاق Shenzhou‑21، تُثبّت الصين أقدامها في مدار الأرض كقوة فضائية رئيسية، وتوسّع آفاقها في البحث العلمي واستكشاف الفضاء البشري. المهمة، رغم أنها تبدو ضمن سلسلة من الدراسات الروتينية للفضاء، فإنها في الواقع تمثل منعطفًا خطوة بخطوة نحو تحقيق أهداف أكثر طموحًا — منها الهبوط على القمر، وربما إنشاء قاعدة فضائية مستقبلية.
في الأيام المقبلة، سيراقب العالم نتائج هذه المهمة، وخصوصاً ما ستُسفر عنه من تجارب وتطبيقات قد تغيّر المشهد الفضائي العالمي.


