كتب : صفاء مصطفى... العرب نيوز اللندنية
اسرائيل…العرب نيوز
دعا حزب ميرتس الإسرائيلي، المعروف بتوجهاته اليسارية والتقدمية، دول الاتحاد الأوروبي إلى لعب دور أكثر فاعلية في مرحلة ما بعد اتفاق السلام في غزة، مؤكدًا أن أوروبا تمتلك الإمكانيات السياسية والدبلوماسية للمساهمة في ترسيخ الاستقرار وبناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد سنوات من الصراع.
وأوضح الحزب في بيان صدر اليوم من تل أبيب أن “التدخل الأوروبي لا يجب أن يقتصر على الدعم المالي أو الإنساني، بل ينبغي أن يشمل دورًا سياسيًا مباشرًا في ضمان تنفيذ بنود الاتفاق، ومراقبة أي خروقات محتملة من أي طرف”، مشددًا على ضرورة وجود آلية رقابة دولية شفافة تحافظ على التزامات الطرفين، وتمنع العودة إلى التصعيد أو المواجهة العسكرية.
وأشار قادة ميرتس إلى أن الفرصة التاريخية التي وفّرها اتفاق غزة تستوجب تنسيقًا أوسع بين الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة، من أجل دعم السلطة الفلسطينية في جهود إعادة الإعمار، وتثبيت وقف إطلاق النار الدائم، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف العملية السياسية على أساس حل الدولتين.
وأضاف البيان أن الحزب يرحب بالدور المصري والقطري في الوساطة التي أفضت إلى الاتفاق، لكنه يرى أن انخراط أوروبا سيكون عامل توازن ضروريًا في المرحلة المقبلة، لا سيما في ملفات إعادة بناء الثقة، وتبادل الأسرى، وإعادة فتح المعابر الإنسانية.
ودعا الحزب الحكومة الإسرائيلية إلى “عدم الاكتفاء بالتصريحات السياسية”، بل إلى اتخاذ خطوات عملية لتمهيد الطريق أمام شراكة دولية تسهم في تحويل الهدنة إلى سلام دائم، معتبرًا أن أوروبا يمكنها أن تكون “الضامن المدني والسياسي” لتثبيت الأمن في المنطقة.
ويُعد حزب ميرتس من أبرز الأحزاب الإسرائيلية التي دعت منذ تأسيسها إلى السلام العادل مع الفلسطينيين، وإلى إنهاء الاحتلال، واحترام حقوق الإنسان، وهو ما يجعله من الأصوات النادرة داخل المشهد السياسي الإسرائيلي التي تؤيد الانخراط الدولي الواسع في ملفات المنطقة بدلًا من الحلول العسكرية أو الأحادية.


