كتب : يسرا عبدالعظيم
الجيش السوداني يرسل تعزيزات عسكرية إلى دارفور وسط تصاعد المعارك مع “الدعم السريع”
دفع الجيش السوداني، اليوم الخميس، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى إقليم دارفور لدعم قواته المنتشرة على خطوط المواجهة مع قوات الدعم السريع، في ظل تصاعد حدة القتال بين الطرفين خلال الأيام الأخيرة.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي رتلاً عسكرياً ضخماً من المركبات المحملة بالجنود والعتاد الثقيل وهي تتجه نحو مناطق الاشتباك في شمال دارفور، في خطوة تهدف إلى تعزيز المواقع الدفاعية للجيش السوداني ووقف تقدم قوات الدعم السريع التي أعلنت، الأحد الماضي، سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
تصعيد ميداني مستمر
تأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه دارفور أعنف موجة قتال منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، حيث يسعى الجيش السوداني إلى استعادة السيطرة على المدن الإستراتيجية التي فقدها خلال الأشهر الماضية، بينما تواصل قوات الدعم السريع تقدمها في مناطق غرب البلاد.
وأفادت تقارير ميدانية بأن الاشتباكات الأخيرة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، إلى جانب نزوح أعداد كبيرة من المدنيين الذين فروا من مناطق القتال باتجاه الحدود مع تشاد.
أهمية دارفور الاستراتيجية
يُعد إقليم دارفور، وخاصة مدينة الفاشر، موقعاً محورياً في الصراع السوداني نظراً لكونها مركزاً لخطوط الإمداد بين غرب البلاد والعاصمة الخرطوم، إضافة إلى قربها من الحدود الدولية، ما يجعل السيطرة عليها ورقة ضغط عسكرية وسياسية بالغة الأهمية للطرفين.
تداعيات إنسانية خطيرة
من جانبها، حذّرت منظمات الإغاثة الدولية من كارثة إنسانية متفاقمة في الإقليم، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والدواء، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية بسبب استمرار المعارك وقطع الطرق.
خلفية الصراع
تجدر الإشارة إلى أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) تسببت في مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين داخل السودان وخارجه، وسط تعثر جميع محاولات التهدئة والوساطات الإقليمية والدولية.
ومع استمرار التصعيد في دارفور، يخشى المراقبون من أن تؤدي المواجهات الجديدة إلى اتساع رقعة الحرب وتهديد فرص أي تسوية سياسية قريبة، في ظل غياب مؤشرات واضحة على وقف إطلاق النار أو استئناف الحوار بين الطرفين.


